مقال

نسائم الايمان ومع المدينة المنورة ” الجزء الثامن عشر “

نسائم الايمان ومع المدينة المنورة ” الجزء الثامن عشر ”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن عشر مع المدينة المنورة، وقد توفنا مع بداية العهد العثمانى، ازداد عدد سكان المدينة ووصل في القرن الثالث عشر الهجري إلى عشرين ألف نسمة تقريبا، وفي القرن الرابع عشر الهجري ازداد عدد سكان المدينة عند وصلها بسكة حديد الحجاز، ووصل إلى ثمانين ألفا، لكنه عاد وانخفض انخفاضا حادا عندما قامت الحرب العالمية الأولى، وأجبر معظم أهل المدينة على الخروج منها فيما عرف باسم سفر برلك، حتى لم يعد فيها من أهلها إلا العشرات بسبب الصراع بين العثمانيين والهاشميين، ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى وخروج العثمانيين عاد إلى المدينة عدد من أهلها، واستقر الباقون في الأماكن التي هاجروا إليها.

 

وقد شهدت المدينة المنورة في العقود الثلاثة الأخيرة تضاعفا كبيرا في عدد سكانها، وهم ينتمون إلى قبائل وأعراق مختلفة، بعضهم من أهل المدينة المقيمين فيها منذ قرون طويلة، وبعضهم من الوافدين إليها من أنحاء المملكة العربية السعودية ومن مختلف دول العالم للاستيطان بها، وبعضهم من القادمين من البلاد العربية والإسلامية للعمل، ويتوزع السكان في ثلاث دوائر عمرانية مركزها المسجد النبوي، ومحيطها الأخير خلف جبل أحد شمالا وذي الحليفة أو أبيار علي، غربا ووادي بطحان جنوبا والعاقول شرقا، وكنتيجة للتطورات العمرانية توزع السكان على أحياء المدينة وتغيرت الكثافة السكانية فيها، فتضاعف عددهم في الأحياء الداخلية حول المسجد النبوي.

 

بسبب إعادة عمران المنطقة، والتوجه نحو تأمين مناطق سكنية وتجارية تخدم الزوار فيها، وازدادت في مناطق قربان، وقباء، والحرة الشرقية، والحرة الغربية، وفي أطراف المدينة مثل أبيار علي، ومنطقة العاقول، ومنطقة سيد الشهداء، وإضافة إلى المقيمين الدائمين في المدينة حيث يفد إليها أعداد كبيرة من الزوار في المواسم الدينية، وخاصة في شهر رمضان وموسم الحج، ويبلغ عددهم قرابة المليون وأكثر، يمكثون فيها على دفعات متتالية، أياما وأسابيع قليلة ثم يعودون إلى بلادهم، وتعد دار التربية في المدينة المنورة أول دار تنشأ في المملكة العربية السعودية لرعاية الأيتام، وتعود أسباب نشأة هذه الدار إلى عام الف وثلاثة مائة وواحد وخمسون من الهجرة.

 

عندما ساءت الأحوال الاقتصادية في المدينة المنورة وما حولها من البواديجراء انقطاع المطر وجفاف الأعشاب وهلاك الماشية، فهاجر العديد من أبناء البادية قاصدين المدينة المنورة، وشملت الهجرة الصغار والكبار، ومن هنا فكر الشيخ عبد الغني دادا رحمه الله وهو أحد تجار المدينة المنورة بمساعدتهم، وقام بتقديم الطعام والشراب لهم، وبزغت فكرة وجود دار لإيواء أبناء البادية ومن مات أبوه منهم، وكتب الشيخ دادا إلى الملك عبد العزيز يطلب الإذن بفتح الدار، ولقد وصل رد الملك عبد العزيز سريعا بالموافقة على ذلك، وشكر الشيخ على عاطفته النبيلة، ولقد افتتحت الدار في محرم من عام الف وثلاثة مائة واثنين وخمسون من الهجرة وسميت دار أيتام الحرمين الشريفين.

 

والصنائع الوطنية، وكان مع بداية ظهور الإسلام قد ظهرت مفاهيم مختلفة لم يكن لها عهد قبله، فبدأ الإسلام برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ثم بدأت مبادئ الخلافة الراشدة بالظهور ابتداء بالمناداة بالعدل المساواة، وترك الجور والظلم، فظهرت تلك المفاهيم وأصبح الناس يتشبثون بها كونها مصدر خلاصهم، فبالعدل تنهض الأمم، ونشأت حينها دولة الإسلام التي غيّرت مجرى التاريخ فبعد وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم انطلقت دولة الخلافة الراشدة ابتداء من الصحابي الجليل أبو بكر الصديق الذي تمت مبايعته برضى الجميع دون استثناء فقد كان خير الناس بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فوضع الأسس التي سوف تسير عليها الدولة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى