احزاب

الحزب الشيوعي الصيني في مائة عام

الحزب الشيوعي الصيني في مائة عام

 

كتب/ياسرصحصاح

ان تعريف الحزب السياسي يختلف من مدرسة إلى أخرى وفقًا لأيديولوجيتها؛ ففي الموسوعة البريطانية، الحزب السياسي هو مجموعة من الأشخاص المنظمين يسعون للحصول على السلطة السياسية وممارستها. أما تعريف عالم السياسة الفرنسي “موريس دوفرجيه” للحزب السياسي فهو أنه مجموعات صغيرة تنتشر في البلاد، ترتبط فيما بينها ارتباطًا منظمًا وتنسق عملها للوصول إلى الحكم عن طريق الانتخاب. أما التعريف الماركسي للحزب السياسي فهو أنه تعبير عن المصلحة الاقتصادية لطبقة ما، ويكون الحزب القطاع الطليعي لهذه الطبقة، ويصل الحزب إلى السلطة، وفقًا للتعريف الماركسي، عن طريق التغيير والثورة.

يقول حسين إسماعيل نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم : القاسم المشترك في كل تعريفات الحزب السياسي، على اختلافها، هو سعي الحزب للوصول إلى السلطة عبر سبل مختلفة، بالانتخاب وفقًا لـ”دوفرجيه”، وبالتغيير والثورة وفقًا لـ”ماركس”.

مضيفا إذن ليس هناك حزب دون عقيدة سياسية، أيًّا كان منبعها، ولم يعرف التاريخ السياسي للعالم حزبًا ليس له عقيدة سياسية استطاع البقاء، والتاريخ أيضًا لم يعرف حزبًا سياسيًّا ظل جامدًا واستطاع أن يفلت من الفناء؛ فالعقيدة وقدرة التطور هما سرُّ الحياة لأي حزب سياسي، فكيف ظهر الحزب الشيوعي الصيني قبل مائة سنة؟ وكيف استطاع أن يبقى ويتطور، في حين اندثرت أحزاب مشابهة له في دول أخرى كانت ذات يوم من القوى الكبرى والمؤثرة في العالم؟

في كلمته بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، في الأول من يوليو سنة 2021، استعرض الأمين العام للحزب “شي جين بينغ” الظروف التاريخية التي مهدت لتأسيس هذا الحزب في الصين. وذكر السيد “شي” محطات من تاريخ الصين في القرن التاسع عشر الذي شهد بداية استعمار بريطانيا لهونغ كونغ في عام 1841 خلال حرب الأفيون الأولى “1839- 1842″، وبداية القرن العشرين، وهي الفترة التي شهدت إرهاصات ظهور الحزب الشيوعي الصيني. يضيف قائلا: لقد خرجت الصين من القرن التاسع عشر وهي دولة في ورطة، ومجتمع في أزمة، واقتصاد محطم. كان البلاط الإمبراطوري قد وصل إلى أعلى درجات الجمود، بينما أراضي البلاد موزعة كامتيازات بين الدول الغربية، التي كانت تحاول السيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضي الصين، وكان الصينيون ساخطين على السيطرة الأجنبية، وعبروا عن ذلك في انتفاضة إيخهتوان (الملاكمين)، ولكنهم أيضًا كانوا مستائين من عجز حكومة بلادهم؛ فقاموا بثورة سنة 1911 التي أنهت الحكم الإمبراطوري الذي دام ألفي سنة، وأسست جمهورية الصين برئاسة زعيم الثورة “صون يات صن”.

ويستطرد قائلا : لكن السيد “صون” استقال في سنة 1912، وتولى الحكم “يوان شي كاي” الذي سعى إلى تنصيب نفسه إمبراطورًا لتدخل البلاد في مرحلة من الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، دخلتها الصين إلى جانب الحلفاء، ولكن معاهدة فرساي التي ترتبت على هذه الحرب أهملت مطالب الصينيين بإنهاء الامتيازات الأجنبية، وسيطرة الأجانب على الأراضي الصينية؛ فشعر الصينيون، خاصة المثقفين، بالإهانة وأدركوا عجز حكومة بلادهم فخرج الطلاب في مظاهرات حاشدة في الرابع من مايو سنة 1919 احتجاجًا على معاهدة فرساي.الحزب الشيوعي الصيني في مائة عام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى