دين ودنيا

سيدنا اسماعيل عليه السلام بين جبلين وزمزم

سيدنا اسماعيل عليه السلام
بين جبلين وزمزم

تقديم عيد المصري

قصة سيدنا اسماعيل (عليه السلام)
عمرك توكلتي علي ربنا ورميتي همومك عليه وخذلك !؟
= أبدا !!!!

طب عمرك احسنتي الظن في ربنا في اصعب وقت عدي عليكي ،، وربنا سابك !؟
= لا عمر ربنا ما خذلني أبدا

ولا عمرك ما هتلجأي لربنا ويخذلك ابدا
= بس أنتي بتسألي لية

اصل افتكرت جملة السيدة هاجر لما سيدنا إبراهيم سابها هي وابنها إسماعيل في الصحراء لوحدهم !!

قالت أية
قالت لن يضيعنا الله أبدا

وسابهم ليه ومشي
= كان أمر من ربنا لسيدنا إبراهيم ،،

وهو فعلا زي ما بيقولوا سابهم لوحدهم عشان السيدة سارة غارت من السيدة هاجر
= لأ السيدة سارة كانت مستغربة زي السيدة هاجر بالظبط ،، مكنوش يعرفوا أنه إختبار وابتلاء وحب من الله لسيدنا إبراهيم

طب وابنه
ابنه دة كان اجمل ابن كان ابن صالح ومؤمن أوي

ومزعلش من أبوه ولا قسي عليه لما كبر عشان سابه من صغره
= قسي !!!!!! قسي اية بس ،، دي كانت اجمل علاقة بين أب وابنه قدوة حقيقي للأب والابن الصالحين

الله أنا حبيتهم اوي أية حكايتهم بقي

السيدة هاجر خلفت من سيدنا إبراهيم طفل اسمه إسماعيل .

فربنا أمر سيدنا إبراهيم إنه ياخد هاجر وإسماعيل ،
ويروح بيهم إلى صحراء ( مكة)
و ربنا أمره يسيبهم هناك لوحدهم .!!
سيدنا إبراهيم نفذ رغم خوفه على طفله الرضيع في مكان لا أكل فيه ولا مياه

سابهم تحت شجرة في مكة وكان إبتدى يبعد
السيدة هاجر استغربت أوي وجريت وراه تسأله :
رايح فين وسايبنا في مكان مهجور زي ده ؟؟!!!!..

مردش ، حتى إنه مبصلهاش

لكن السيدة هاجر فهمت ان دة أمر من ربنا فسألته :
” هل الله أمرك بهذا ؟ ”

قالها : نعم ..

بمنتهى الرضا والثقة قالت ” اذا فلن يضيعنا الله أبدا ”

سيدنا إبراهيم سابهم ودعالهم وساب معاهم كيس تمر وقربة مياه

السيدة هاجر فضلت فترة تاكل وتشرب منهم وترضع ابنها

لكن المشكلة ظهرت أول ما الماية والتمر خلصوا ….
ابتدى الطفل يعيط ولونه يتغير من كتر الجوع
مبقتش عارفة تعمل إيه ..؟؟؟

جريت وهي بتعيط وبعدت عنه عشان مش قادرة تشوفه كده

حاولت تتصرف ..
طلعت على جبل قريب منها ( اسمه الصفا ).. على أمل انها تلاقي حد جاي أو معدي من بعيد ..
– مفيش !!!

رجعت للطفل تطمن عليه ..
ولما قربت منه سرعت في المشي شوية من لهفتها عليه .
لقته زي ما هو وحالته بتسوء وبيشهق جامد كأنه هيموت ..

جريت على الجبل إللي في الناحية التانية .. ( اسمه المروة ) ….
تدور على أي حد معدي ؟
– برضو مفيش ..!!

رجعت تاني تشوف الرضيع إسماعيل وتطمن عليه .. وبعدها طلعت تاني على جبل الصفا يمكن حد يكون عدى المرادي برضو مفيش ..

فضلت تروح وتيجي بين الجبلين 7 مرات لعلها في مرة منهم تلاقي حد تستنجد بيه..

عشان كده ربنا شرع لينا السعي بين الصفا والمروة 7 مرات تكريما لذكرى ستنا هاجر المليانه بالاصرار في السعي ، في وقت صعب ايمانها مقلش فيه لحظة

( وأن ليس للانسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى )

والمنطقة بين الجبلين اللي مخصصة للهرولة دي اللي كانت بتسرع في المشي شوية فيها عشان تطمن على سيدنا اسماعيل إللي كان أساسا في نص المنطقة دي تقريبا..

في المرة السابعة لسعيها ، نزل جبريل طمنها وقالها :

” لاتخافي الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله ”

وضرب بإيده الأرض تحت رجل سيدنا إسماعيل فانفجر بئر زمزم ..

السيدة هاجر بعد معجزة نزول جبريل وبئر زمزم … فضلت قاعدة فترة في المكان ده ..

فضلت قاعدة لوحدها هي وابنها الرضيع ..
لحد ما عدت عليها قافلة من قبيلة اسمها ” جورهم “..

لمحوا طير بيحوم حوالين الوادي من بعيد فاستغربوا !
قالوا الطير ده أكيد بيحوم حوالين مياه ..!!
قالوا احنا عمرنا ماشوفنا في الوادي ده أي مياه !!
فبعتوا حد منهم عشان يتأكد .. لاقوه رجع بمية فعلا !

راحوا كلهم واستأذنوا هاجر يسكنوا معاهم ..

هي وافقت وهم استقروا في مكة وبعتوا لأهاليهم يجوا يعيشوا معاهم ..

وبكده ربنا استجاب دعوة سيدنا إبراهيم حرفيا :

( فاجعل افئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )

عاش الطفل الصغير وسط قبيلة ” جرهم ” ، وحبهم وحبوه

كان سيدنا ابراهيم بيجي في زيارات متتالية عشان يطمن عليهم … وينطلق من جديد لنشر الدعوة

كل سنة الطفل بيكبر وحب سيدنا ابراهيم لابنه بيكبر أكتر
وصل لمرحلة من الحب والتعلق بابنه كبيرة جدا

بقى الطفل شاب في عمر 14 سنة ..
بدأ يسعى مع سيدنا ابراهيم في كل مشاويره في نشر الدعوة

في المرحلة دي حس سيدنا إبراهيم زي كل أب إن مرحلة التعب والمشقة خلصت
ودلوقتي مرحلة حصد ثمار التربية

حب الأب للابن وصل أقصى حد،،

كانت هاجر الأم وابراهيم الأب بيحبوا يقعدوا كل يوم يشوفوا ابنهم وهو بيركب الخيل

اتعرف عن اسماعيل في الوقت ده انه استأنس الخيل ، وبسبب دعوة ابراهيم ليه انه يعينه على ترويضها..

اسماعيل قدر انه يروض خيول مكنش فيه حد بيقدر يروضها من سرعتها وقوتها

وسيدنا النبي كان بيشجع الشباب على ركوب الخيل وبيقول :
( اتخذوا الخيل واعتبقوها، فإنها ميراث أبيكم إسماعيل )

في السن ده برضو اتعرف عن اسماعيل حبه للرماية ، ومهارته في التصويب

وبرضو سيدنا النبي كان بيشجع الشباب على الرمي بالسهام اقتداء بسيدنا اسماعيل فيقول لهم :
( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ) ..

سيدنا إسماعيل متولدش من أصول عربية . لكن بعد ولادته عاش بين قبيلة جرهم العربية وقبائل عربية تانيه ، واتعلم منهم اللغة وأتقنها .. وكان أول من نطق في الأنبياء باللغة العربية ..

اسماعيل كان ابن فيه من الجمال والذكاء والمهارة اللي خلى قلب سيدنا ابراهيم يتملي بحب ابنه وهو في مرحلة السعي

سيدنا إسماعيل كان صبور ,و حليم ,و صادق الوعد

(واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًّا **

في يوم من الأيام نام سيدنا ابراهيم وهو فرحان بابنه اسماعيل اللي مالي عليهم حياتهم هو وهاجر زوجته

وشاف حلم انه بيذبح ابنه ، ورؤية الأنبياء بتكون علي حق من عند ربنا..

سيدنا ابراهيم صحي وهو مرعوب ..
حط ايده على صدره . دقات قلب متسارعة!!!

جري علطول على ابنه وحكاله الحلم ..

قاله “يا بنى انى أرى فى المنام انى اذبحك فانظر ماذا ترى” ..

رغم ان سيدنا ابراهيم عارف ان ده أمر الهي لإن رؤيا الأنبياء حق .. وإن أمر ربنا هو الخير .. وهو الصح ..
بس كان مهم ليه ان لغة الحوار والمشاركة والاحترام تفضل موجودة بينه وبين أهل بيته حتى فى تنفيذ أمر الله ..
محبش يبقى أب ديكتاتوري ويقول لابنه الأمر على طول

فرد ابنه هو كمان كان كله حب .. قاله ” يا أبتى” ..
يعنى يا أبويا يا حبيبى .. ”
افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين” .

( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )

“وتله للجبين” ….

يعني ايه ” وتله للجبين ”
يعنى سيدنا اسماعيل نايم على بطنه وراسه لتحت عشان سيدنا إبراهيم ميشفش شكل ابنه وهو بيتدبح ، بس جبينه كان بيرتعش من الخوف ،

فحط سيدنا ابراهيم ايده على جبينه عشان يقلل خوف ابنه ..

سيدنا اسماعيل كان بيرتعش فى ايد سيدنا إبراهيم وكان أبوه حاسس برعشة ابنه وهو حاطط ايده على جبينه ..

قبل ما السكينة تلمس رقبة الابن بثواني ربنا طمنه إن ده كان إختبار وانه نجح فيه ..
فهيردله إبنه سليم معافى ويفديه بخروف يتذبح مكانه عشان تكتمل تضحيته لوجه الله ويكون الخروف فدية عن حياته

( وفديناه بذبح عظيم )

اللحظة دى ربنا أراد تبقى عيد للمسلمين ونفتكرها كل سنة .

هو ليه حلم الدبح جه لسيدنا ابراهيم من الأساس ؟ ليه الذبح .. مش الضرب .. ؟ او انه يمشي بعيد عنه مثلا ؟ .. ليه الموت بالذات !!

وكان ممكن يتدبح سيدنا اسماعيل فعلا ؟

ربنا عارف ان سيدنا ابراهيم ايمانه كبير عن كده
خصوصا وهو صغير اتحدى قومه وعبد ربنا و اترمى ف النار
وهو لسه لا جاله رسول ولا سمع بدين عن التوحيد ولا أي حاجة..

ربنا أمر سيدنا ابراهيم يبعد عن السيدة هاجر لما بدأ يتعلق بيها وبابنها ،
ودي تجربة متقلش صعوبة عن تجربة اختبار الذبح ..

سيدنا ابراهيم لما عاش سنين طويله لحد ما عجز وكان لسه مخلفش و ف الآخر خلف دى لوحدها سعاده متتقدرش بفلوس

هو اتعلق ب سيدنا اسماعيل تعلق شديد وده ربنا حب يلفت انتباهه ليه انه أمر مش مرغوب ..
ربنا بيغير على قلب عبده ان حد يشاركه فيه
علشان كده كان الاختبار ..
مش انك تدبح ابنك بسكينة ،،، لأ
انك تدبح التعلق الشديد بأى حد أو أي حاجة غير الله من جوه قلبك .. هو ده كان المقصود
وربنا فدى سيدنا اسماعيل ف آخر لحظة لما جبريل ناداه من خلف ظهره وقاله
( يا ابراهيم أن صدقت الرؤيا )

لأنها اللحظه اللى فعلا عدل فيه ابراهيم ميزان التعلق..

سيدنا إبراهيم كان خليل الله وهو النبي الوحيد اللي ربنا ذكره في كتابه بالصفة دي ..

{ واتخذ الله ابراهيم خليلا }

ودي منزلة أكبر من الحب بكتييييييييييير ..
في الوقت اللي كل الناس بتسعى وتتمنى إنها تحس بجمال حب ربنا ,
ربنا هو بنفسه اللي حب سيدنا إبراهيم وقربه منه وفضله بالمكانة العظيمة دي
فلما إتولد إسماعيل كان الطبيعي إن الأب يحب إبنه ويحتل مكانة كبيرة في قلبه
وده مش أي ابن ….
ده ابن جاي بعد إنتظار طويل عمره وقتها 86 سنة ، وطلب من الله بدعوات كتير

( رب هب لي من الصالحين )

عدي سنيبيييين بعد اليوم ده ..

وربنا يوحي لسيدنا ابراهيم يبني الكعبة ،، ف راح من الشام لإبنه اسماعيل في مكة ..

فلقاه قاعد عند بير زمزم ..،، قعد سيدنا إبراهيم جنبه وقاله
ان ربنا كلفه ببناء الكعبة ….

فرد سيدنا اسماعيل وقاله انه هيجيب الحجارة ويساعده ..

يبدأوا يوزعوا الشغل بينهم ..

وفضل اسماعيل عليه السلام يجمع الحجارة ويناولها لأبوه….

وإبراهيم ياخد الحجارة من ابنه ويبني البيت الحرام ..

بناء الكعبة مكنش سهل ..كان الأمر صعب جدا وشاق عليهم جدا ..

سيدنا اسماعيل كان بيشيل على ضهره الحجارة من الجبال وينزل بيها… وبعدين يبدأ يرصها ..
وبعدين يساعد سيدنا إبراهيم في أعمال حفر الأساس للكعبة المشرفة …

لما البناء ارتفع شوية وسيدنا إبراهيم مبقاش يطول الحجارة عشان يبني فوقها ..
سيدنا إسماعيل جاب حجر لسيدنا إبراهيم عشان يقف عليه ويكمل بناء أعلى وأعلى

( الحجر ده موجود لحد دلوقتي في الحرم ….هتلاقي آثار رجلين سيدنا إبراهيم عليه وعشان كده إتسمى بمقام إبراهيم ” قام عليه لبناء الكعبة ” .

ربنا ذكر المقام ده في القرآن وأمرنا نصلي فيه (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )

سيدنا إبراهيم وإسماعيل كملوا لحد ما إكتمل بناء الكعبة ..

فـ جه سيدنا جبريل بحجر من الجنة اسمه ” الحجر الأسود
” .. ( الحجر الأسود عند نزوله من الجنة كان لونه أبيض لكنه إتحول للسواد بسبب ذنوب بني آدم …

النبي عليه الصلاة والسلام قال “نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم )

حطوه في بيت ربنا جوا جدران الكعبة على إرتفاع متر تقريبا شمال باب الكعبة..
ومن الحجر الأسود بقى يبتدي الطواف وبيه بينتهي

برغم كل التعب والاجهاد اللي بيعمله شخصين لوحدهم من عير مساعدة ،، برغم حرارة الشمس الشديدة
كانوا طول ما هم شغالين بيردووا الدعاء

(ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )

كان سيدنا ابراهيم بوحي من الله عارف ان الكعبة دي هتبقى رمز للعقيدة في كل الأجيال الجاية ..
فكانوا بيدعوا لنفسهم ، ويدعوا لينا معاهم

ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى