مقال

نفحات إيمانية ومع مشروعية الأضحية “الجزء السابع” 

نفحات إيمانية ومع مشروعية الأضحية “الجزء السابع”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع مشروعية الأضحية، وأما عن شروطها؟ فإن للأضحية عدة شروط، وهي القدرة بأن يكون صاحبها قادرا على ثمنها، وأن تكون من بهيمة الأنعام، وأن تكون خاليةً من العيوب، وأن تكون في الوقت المحدد شرعا، وأما عن العيوب، فلقد اتفق العلماء على العيوب التالية، العور البيّن وهو الذي تنخسف به العين، أو تبرز حتى تكون كالزر، أو تبيض ابيضاضا يدل دلالة بينة على عورها، والمرض البين، وهو الذي تظهر أعراضه على البهيمة، كالحمّى التي تقعدها عن المرعى وتمنع شهيتها، والجرب الظاهر المفسد للحمها، أو المؤثر في صحته، والجرح العميق المؤثر عليها في صحتها ونحوه، والعرج البين وهو الذي يمنع البهيمةَ من مسايرة السليمة في ممشاها.

 

والهزال المزيل للمخ لما ثبت في الموطأ من قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل ماذا يُتقى من الضحايا، فأشار بيده وقال “أربعا، العرجاء البيّن ظلعُها، والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي” وعن البراء بن عازب، رضي الله عنه قال، قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “أربع لا تجوز في الأضاحي” وما كان أولى من هذه العيوب، فإنه لا تجوز الأضحية بما كان أولى من هذه العيوب، كالعمياء، ومقطوعة اليد، وغيرها، وأما عن مقطوع الأَلية، فقد اختلف العلماء في مقطوع الألية، وهي البتراء، والصحيح أنه يجوز التضحية بها لأن لحمها لا ينقص بذلك ولا يتضرر، وهو قول ابن عمر وابن المسيب وغيرهم.

 

وأما عن الأضحية بالخصي، فإنه يجوز الأضحية بالخصي، فقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين موجوءين ولأن لحم الأضحية يطيب بذلك، وهو قول الجماهير، وقال ابن قدامة من غير خلاف نعلمه، وأما عن العيوب التي تذكر في كتب الفقه تجزئ مع الكراهة، وهي ما به طلع، وهو مرض في الثدي وغيره، ومعيب الثدي، ومكسور القرن، وذاهبة القرن أصلا، والهتماء، وهي ما سقط بعض أسنانها، والمجبوب، وهو الخروف الذي قطع ذكره، وومشقوقة الأذن طولا أو عرضا، ومخروقة الأذن، والتي بها خُرّاج، وهو الورم، والمصفرة، وهي التي تستأصل أذنها حتى يبدو صماخها، والمستأصلة وهي التي استؤصل قرنها من أصله.

 

والمشيعة التي لا تتبع الغنم عجفا وضعفا، والكسراء، وهي الكسيرة، والعشواء، وهي التي تبصر نهارا، ولا تبصر ليلا، والحولاء، وهي التي في عينها حول، والعمشاء وهي التي يسيل دمعها مع ضعف البصر، والسكاء وهى من السكك، وهو صغر الأذنين، والمُقابلة وهي التي قطع من مقدم أذنها قطعة، والمدابرة وهي ما قطع من مؤخر أذنها قطعة، وتدلت ولم تنفصل، وهي عكس المقابلة، والشرقاء وهي مشقوقة الأذن، وتسمى عند أهل اللغة أيضا عضباء، والخرقاء وهي التي في أذنها خرق، وهو ثقب مستدير، والجماء وهى التي لم يخلق لها قرن، وتسمى جلحاء أيضا، والجدعاء وهي مقطوعة الأنف، والجدّاء التي يبس ضرعها والبتراء، وهي التي لا ذنب لها خلقة أو مقطوعا.

 

والهيماء وهو من الهيام، وهو داء يأخذ الإبل، فتهيم في الأرض لا ترعى، والثولاء وهو من الثول، وهو داء يصيب الشاة فتسترخي أعضاؤها، وقيل هو جنون يصيب الشاة، فلا تتبع الغنم وتستدبر في مرتعها والمجزوزة وهي التي جز صوفها، والمكوية وهي التي بها كي والساعلة وهي التي بها سعال، والبكماء وهى التي فقدت صوتها، والبخراء وهي متغيرة رائحة الفم، وكل ما لم يكن من العيوب المتفق عليها، فيجزئ مع الكراهة، وكلما كانت الأضحية أسلم من العيوب، كانت أفضل، وينبغي للمسلم أن يختار الأفضل لأضحيته، فهو أفضل عند ربه، وأما عن وقت ذبح الأضحية، فإنه يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد صلاة يوم العيد، ويستمر ثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى