مقال

نفحات إيمانية ومع مشروعية الأضحية “الجزء الثامن” 

نفحات إيمانية ومع مشروعية الأضحية “الجزء الثامن”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع مشروعية الأضحية، وأما عن وقت ذبح الأضحية، فإنه يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد صلاة يوم العيد، ويستمر ثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق، إلى غروب شمس اليوم الرابع من أيام العيد، والأفضل المبادرة بذبحها مسارعةً في الخيرات، وأما عن زمن ذبح الأضحية، فإنه يجوز الذبح نهارا أو ليلا، لا حرج في ذلك، ولا يوجد دليل على النهي عن وقت من الأوقات لذاته، وأما إذا ولدت الأضحية؟ فإذا ولدت الأضحية فإنه يذبح ولدها تبعا لها لأنه أخرج أمّها في سبيل الله، فيخرج ما كان تابعا لها كذلك، وعليه الجمهور من أهل العلم، وأما عن توكيله غيره على الذبح، فإن الأفضل أن يذبح أضحيته بنفسه، ويجوز أن يوكل عليها مسلما غيره.

 

ولو ذبحها المسلخ فيجوز إن كان العامل مسلما، أما ذبح الكافر فلا يحل وعلى هذا ينبغي اهتمام محلات المسالخ بأضاحي المسلمين، وأما عن بدع ومخالفات، فإن البدع تختلف باختلاف البلدان، والضابط فيها كل فعل في الأضحية يتعبد فيه المضحي ليس عليه دليل، ومنها أن يتوضأ قبل ذبحها فلم يرد دليل على ذلك، وأن يلطخ صوفها أو جبهتها بدمها فليس على ذلك دليل من الكتاب أو السنة، وأن يكسر رجلها أو يدها بعد ذبحها مباشرة، وأن يضحي عن فقراء المسلمين، فيقول “اللهم هذه عن فقراء المسلمين” فلم يرد به دليل، ولم يفعله خيار الأمة من السلف الصالحين، وأما عن من كان لديه ابن مغترب ولا يستطيع الأضحية؟ فإنه من كان ابنه مبتعثا للدراسة أو غيرها في بلد.

 

فيجزئ عنه أضحية والده في بلده، وأما إذا ماتت الأضحية أو سرقت أو ضلت؟ فإنه إذا ماتت الأضحية أو سرقت أو ضلت قبل الأضحى، فليس على صاحبها ضمان ولا بدل إن كان غير مفرط، فإن كان مفرطا لزمه بدلها كالوديعة، وأما إن أخطأ في أضحيته، فإنه إن حدث خطأ في المسلخ فأخذ شخص أضحية آخر، فلا شيء عليهما، وتجزئ كل واحدة عن الأخرى، وقد رفع عن الأمة الخطأ والنسيان، وأما عن مكروهات الذبح، فإنه يكره في الذبح عموما عدة أشياء، وهي أن يحد السكين والبهيمة تنظر، وأن يذبح البهيمة والأخرى تنظر، وإن هناك أحاديث لا تصح في الأضحية، منها ما روي “ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله عز وجل من إهراق الدم.

 

وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطِيبوا بها نفسا” وكذلك “يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذه الأضاحي؟ قال سنة أبيكم إبراهيم، قالوا فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال بكل شعرة حسنة، قالوا فالصوف يا رسول الله؟ قال بكل شعرة من الصوف حسنة” وكذلك “يا فاطمة، قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك، قالت يا رسول الله، ألنا خاصة آل البيت، أو لنا وللمسلمين؟ قال بل لنا وللمسلمين” وكذلك “استفرهوا وفي رواية عظموا ضحاياكم؛ فإنها مطاياكم على الصراط ” وفي رواية على الصراط مطاياكم، وفي رواية إنها مطاياكم إلى الجنة”

 

وكذلك “من ضحى طيبة بها نفسه، محتسبا لأضحيته، كانت له حجابا من النار” وكذلك “إن الله يعتق بكل عضو من الضحية عضوا من المضحي” وفي رواية يعتق بكل جزء من الأضحية جزءا من المضحي من النار” وكذلك “أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يضحى ليلا” وقال ابن العربي المالكي في كتابه “عارضة الأحوذي” ليس في فضل الأضحية حديث صحيح، وقد روى الناس فيها عجائب لم تصح” وأما من ذبح أيام العيد وصنع وليمة بعد ذلك؟ فإنه من أراد أن يذبح الأضحية أيام التشريق ويصنع وليمته بعد ذلك، فلا حرج ما دام الذبح وقع في أيام التشريق لأن العبرة بالذبح، وقد وقع صحيحا معتبرا شرعا، ومن كان له أضحية وهو وكيل على أضحية غيره، فمتى يأخذ من شعره؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى