مقال

نفحات إيمانية ومع خطبة عيد الأضحى ” السابعه ” 

نفحات إيمانية ومع خطبة عيد الأضحى ” السابعه ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، فالعيد أن تعود إلى أهلك بالبسمة والصفاء العيد أن لا يخافك مسلم العيد أن تصلح ما بينك وبين الله العيد أن تصلح ما بينك وبين الناس العيد أن تعفو عمن ظلمك العيد أن تصل من قطعك العيد أن تعطي من حرمك، فليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن طاعته تزيد، وليس العيد لمن تجمل باللباس إنما العيد من عمل ليوم الوعيد، فقال الحسن البصري رحمه الله تعالى كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه و ذكره و شكره فهو له عيد، فالعيد طاعة والعيد عبادة والعيد قربة إلى ربنا، لبيك ربي وإن لم أكن بين الزحام مُلبيا، لبيك ربي وإن لم أكنّ بين الحجيج ساعيا.

 

لبيك ربي وإن لم أكنّ بين عبادك داعيا، لبيك ربي وإن لم أكنّ بين الصفوف مصليا لبيك ربي وإن لم اكنّ بين الجموع لعفوك طالبا، لبيك ربي فاغفر جميع ذنوبي أدقها وأجلها، أرأيتم قلبا أبويا، يتقبل أمرا يأباه ؟ أرأيتم ابنا يتلقى، أمرا بالذبح ويرضاه ؟ ويجيب الابن بلا فزع، افعل ما تؤمر أبتاه، لن نعصى لإلهي أمرا، من يعصي يوما مولاه ؟ واستل الوالد سكينا، واستسلم الابن لرداه، ألقاه برفق لجبين، كي لا تتلقى عيناه، وتهز الكون ضراعات، ودعاء يقبله الله، تتضرع للرب الاعلى، أرض وسماء ومياه، ويجيب الحق ورحمته، سبقت بفضل عطاياه، صدقت الرؤيا لا تحزن، يا إبراهيم فديناه، يا إبراهيم يا إبراهيم، يا إبراهيم فديناه، ولكن أتدورن لماذا كان إسماعيل بارا بأبيه؟ لأن إبراهيم عليه السلام كان بارا بأبيه .

 

عندما كان يدعوه إلى التوحيد، وأبوه يدعوه إلى الشرك إبراهيم عليه السلام يدعو أباه إلى الجنة، وأبوه يدعوه إلى النار، إبراهيم عليه السلام يدعو أباه بكلمة تحمل من العطف والحنان ما فيها، وأبوه يرد عليه بالقسوة والغلظة والفظاظة, والله تبارك وتعالي جعل الحق الثاني بعد حقه وحق حبيبه صلي الله عليه وسلم حق الآباء، فالبر بالآباء والأمهات من أحب الأعمال وأعظم القربات إلي علام الغيوب وستير العيوب جلا في علاه، وكيف لا؟ ورضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين، وكيف لا؟ والعقوق من أكبر الكبائر، بل أن العاق محروم من دخول الجنة إلا إذا تاب وعاد إلي الله وأحسن إلي الآباء والأمهات فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا يدخل الجنةَ عاق” رواه النسائي.

 

بل سئل ابن عباس رضى الله عنهما عن الإحسان قال كثير لا أستطيع أن أصفه وسئل عن العقوق فقال” لو خلع الابن ثوبه ونفضه وطار الغبار علي أبيه كان هذا عقوق” فانتبه قبل فوات الأوان لأن ما من يوم يمر عليك إلا وينادي الجليل عبدي ما أنصفتني عبدي أذكرك وتنساني، وأدعوك إليّ فتذهب إلى غيري، وأذهب عنك البلايا، وأنت معتكف على الخطايا، يا ابن آدم ما تقول غدا إذا جئتني؟ فاليوم يوم الرحمة يوم صلة الأرحام التي قطعناها صلة الأرحام التي تشتكي حالها إلى الكبير المتعال، وصلة الأرحام هي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول فتارة تكون بالمال وتارة تكون بالخدمة وتارة تكون بالزيارة وتارة تكون بالسلام وتارة تكون عن طريق التليفون.

 

وغير ذلك فصلة الأرحام سبب من أسباب دخول الجنة يا رب اجعلنا من أهل الجنة، وصلة الأرحام علامة من علامات الإيمان، بل صلة الأرحام تزيد العمر، وليس هذا فحسب بل صلة الأرحام تغفر الكبائر من الذنوب والمعاصي والآثام، وقاطع الرحم ملعون ومطرود من رحمة الرحمن، بل اعلم يا من تقطع الرحم انك لن تدخل الجنة لحديث النبى صلى الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة قاطع رحم” رواه البخارى ومسلم، فاليوم يوم الرحمة يوم المغفرة يوم التسامح اليوم يوم التراحم اليوم يوم التصالح، فاليوم يوم الأضحية شكرا لله علي وافر الإحسان وإحياء لسنة الخليل إبراهيم ومراعاة الغني للفقير وهي سنة مؤكدة عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم، فمن أفضل أعمال ابن آدم يوم النحر إراقة دم الهدي والأضاحي تقربا وزلفى للخالق الرزاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى