اخبار عالميه

رؤية من زاوية أخرى

رؤية من زاوية أخرى .

 

بقلم : نبيل قسطندى قلينى

 

مما لا شك فيه أن الحكومة والبرلمان في تونس لم يضف للتونسيين إلا الويلات ، وأن قرارات الرئيس قيس سعيد قد تكون منطقية اذا ما تم تحليلها من زاوية شعبية وتأويل واسع للمواد الدستورية.

 

الزاوية الشعبية هي التي ترى أن الحكومة والبرلمان لم يعمل طيلة عشر سنوات، بعد ثورة الياسمين على تنمية القطاعات الحيوية ولم تقطف الثورة التونسية ثمارها جراء الفساد ونهب الأموال العامة بحماية من القانون ومنطق الحصانة.

 

وأصبح البرلمان مقرا يحمي سارقين المال العام ،لذلك لا يمكن الاستمرار في هذا النهج مدى الحياة، أما التأويل الواسع للدستور وهو التأويل الذي يقوم به رئيس الجمهورية ويعتبر تأويلا رسميا الى حين تدخل المحكمة الدستورية.

 

المنطق الشعبي القاضي باسقاط الحكومة والبرلمان يتداوله اصحاب المهن والعمال والعاطلين والطالب وصاحب المقهى البسيط .

 

لذلك فمطلب اسقاط البرلمان أو الحكومة كان سيكون منطقيا لو جاء من هذا المنطق الشعبي والجماهيري أو من خلال حركة اجتماعية.

 

لكن القرار بتجميد البرلمان وتدخل الجيش ستكون لهما انعكاسات سلبية على مستوى صيانة الحرية والديمقراطية الصاعدة في البلد .

 

كان على الرئيس قيس سعيد ، إذا افترضنا حسن نيته، أن يقوم باجراءات أخرى مختلفة لاستعادة الاموال المنهوبة، كأن يفتح تحقيقات ويدفع السلطة القضائية والمحكمة الدستورية للقيام باصلاحات وتفعيل الاجراءات القانونية ومحاسبة سارقين المال العام إلى غير ذلك من الاجراءات .

 

من كل ذلك، يبدو لي شخصيا أن الثورة المضادة أكملت دورتها الكاملة في المنطقة، وسيؤدي النقاش والتدافع الجديد الى منطق اخر تنفتح من خلاله المنطقة بكاملها على سيناريوهات جديدة، ربما تستعيد بها الشعوب المغاربية سلطتها،ضد الديكتاتوريات المتاحة.

 

إلى حين ذلك أتمنى أن لا يسقط شهيد واحد في تونس وأن تبقى قنديلا شامخا ينير المنطقة ويقودها لما هو ايجابي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى