مقال

براعة بهلوي ظهرت حتى ضد حلفائه فهو يرى أنهم أداروا الظهر للإنسان الإيراني

براعة بهلوي ظهرت حتى ضد حلفائه فهو يرى أنهم أداروا الظهر للإنسان الإيراني

مقالة لزهر دخان

“إن الجمهورية الإسلامية على وشك الإنهيار، لكن تحقيق ذلك يتطلب “مساعدة الغرب” .بالطبع إيران ليست كما قال كلام القوسين السابقين . وهي في أوج قوتها والدليل أن الجميع ينبحهَا . وكذلك هناك أدلة أخرى، ومنها أنها راضية وقانعة .وأنزلت سلاح التعنت والعناد .ورفعت شعار السلام الذي أنفقت عنه بصخاء بلغ حد التنازل للشيطان الأكبر. والجلوس معه على كراسي مفاوضات لا تنال إيران فوقها كل حقها من الراحة .ولكنها في الختام ستستريح من الوجه القبيح للغرب والشرق .وهو وجه لا يبتسم إذا لم تسقط إيران.

 

إذا وبالعودة إلى ما جاء في الأعلى، وهو كلام لرجل إيراني يعيش في الولايات المتحدة . يمكننا أن نفهم أنه عبر عن رغبته .ونسى أنه يرى إيران قريبة النهاية، لآنه يطمع في رؤيتها زائلة عن وجود كان لوالده ووالده هو الشاه ..

 

والإسم الكامل للقائل هو ، رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران .وقد تحدث لوكالة “فرانس برس” عندما أشار معارضاً لنظام إيران . الذي يحكم البلاد رغم نسبة الإمتناع عن التصويت في الإنتخابات الأخيرة . وكذلك إلى الإحتجاجات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد بسبب نقص المياه. وبهلوي الذي لا يُعاني من مُشكلات مواطني إيران لآنه يعيش في إحدى ضواحي العاصمة الأميركية . يرى أنه محاميهم الهُمام المُقدام ،الذي يمكنه الدفاع عنهم . لذا هو يُبادر من أجلهم ومبادراتهُ تتمثل في رغبتهِ الشديدة لمعاصرة إنطلاق حرب الغرب على إيران. من أجل إسقاط نظامها .وبالطبع هو يطالب بالتدخل العسري . ناسيا أن الغرب نفسه وعلى رأسه أمريكا سيقولون له(( لا يا بهلوي فنحن نراعي ونفهم أن الإنسان الإيراني سيكون ضحية أسلحتنا لذا نحن نأسف ولن نقصف.))

 

ويدعو بهلوي إلى خنق النظام وهو يعلم أن الخنق لن يصيب إلى الرئة الشعبية . ويقول “هل النظام منقسم وهش على حافة الهاوية؟ نعم. ولكن كالعادة إذا ألقينا له طوق نجاة فسيلتقط أنفاسه ويعيش لفترة أطول قليلا”

وعندما فشل إبن الملوك في حشد عسكر الغرب وقوته للهجوم على إيران ، طالب شعبه بإسقاط النظام من أجل عيونه . ولكن هل يتخلص الإراني من أولياء الله، ويتورط في ولاء أخر لبهلوي الذي قال لهم “لدينا فرصة لتوجيه ضربة قاضية له. لا نطلب من العالم أن يفعل ذلك من أجلنا، الإيرانيون يريدون القيام بذلك، إنهم يحتاجون فقط إلى بعض المساعدة”.

 

وللإشارة هذا الحلم الشاهي الكبير مبني على وهم أكبر منه . ولا يزال بهلوي منذ زمن يتوقع أن تسقط إيران بالحرب العالمية أو الأهلية أو الإقليمية . ويتوقع “الانهيار النهائي” ويراها على بعد “بضعة أسابيع أو أشهر” بينما من الأجدر به أن يفهم أن إيران مشكلة أقل بكثير من حلها بالحرب . وإذا كانت الحرب هي الحل فالغرب يعرف أنه هو أيضاً من إيران.

 

فهو أيضا “جزار ومجرم ستتم محاكمته يوما ما لارتكابه جرائم ضد الإنسانية” وتتمثل جريمته في طلب إلقاء القنابل على أبناء شعبه . ورجمهم بالصواريخ ، وبعدما طعن الناس ممثلين في شعب إيران في الظهر . أدار ظهره هو إلى “الديموقراطيات الغربية” وإتهمها بقوله “يبدو أنها تطعن الناس في الظهر”.

 

وقال أن قرار الإتحاد الأوروبي بإرسال ممثله إلى مراسم أداء رئيسي للقسم تعتبر “صفعة” يمكن أن تمنحه “شرعية لا يستحقها”. بينما نسى أن أوروبا تقصد مساعدة رئيسي على تقبل فكرة نزع سلاح الدمار والتعايش مع عالم ظالم متغطرس ،ما دامت طهران أضعف منه .ويقول المثل الشعبي عندنا * سَلمَ مَنَ خَاف* والغرب متمسكا بتفهيم إيران معنى هذا المثل . وغير سعيد تماما بما فعله بسوريا والعراق واليمن وفلسطين . وما صبره على إيران إلا دليل على أنه يرحم شعبها .لا أظن أنه يخاف من قوتها ،ولكن ما خفي كان أعظم . فربما تسلحت إيران إلى حد جعل الغرب جبان.

 

ولم ينتبه بهلوي إلى أن واجبه هو التهدئة، وهذا بالإعتبار أنه مواطن إيراني . وواصل القيام بدور الصهيوني باحثاً في أجوبة النظام الإيراني عن “مصير قضية حقوق الإنسان؟ وكيف ستستخدم الأموال الموزعة؟” . مستثنياً الملف النووي الإيراني الذي بات يعرف أنه لم يعد ينفعه . بعدما أقنعت واشنطن طهران بضرورة الإلتزام بالسلام كشرط أساسي للتفاعل النووي مع أمثال المنفعل بهلوي . وهنا عليه أن يعلم أن للإنسان الإيراني مستقبل زاهر . بشرط أن ينسى هو أنه لا يزال إبن الشاه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى