مقال

نفحات إيمانية ومع الوفاء بالعهد فى الإسلام “الجزء الرابع “

نفحات إيمانية ومع الوفاء بالعهد فى الإسلام “الجزء الرابع ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الوفاء بالعهد فى الإسلام، وقد قام الطبيب بفحص الرجل العجوز، وبينما هو كذلك، رأى أن العجوز يبدو عليه التوتر والاستعجال، ويريد أن يذهب مسرعا، فتعجب الطبيب من أمر العجوز، وابتسم من فعله وسأله عن السبب الذي يجعله يشعر بالعجلة من أمره، أخبره الرجل العجوز أنه يريد أن يذهب إلى زوجته، حتى يلحق وجبة الغداء معها في دار المسنين، وأخبره الطبيب بأنه يمكنه أن يتصل بها، ويعتذر منها على عدم لحاقه للغداء معها، ويخبرها بما حدث معه، وأنه سوف يتأخر بعض الوقت، قال له الرجل العجوز أن زوجته مريضة منذ زمن طويل، وأن هذا المرض قد نشأ عنه فقد في الذاكرة، مما جعلها لا تتذكر أي شيء ولا تعرفه هو نفسه.

 

اندهش الطبيب من كلام الرجل العجوز، وقال له هي لا تذكرك، ولا تعرف من تكون، فلماذا إذن تقوم بالذهاب إليها ومجالستها؟ قال الرجل العجوز للطبيب نعم هي لا تذكرني ولا تعرف من أنا، ولكن ألا يكفي أنني أذكرها وأعرف من هي؟ وقيل إنه في قديم الزمان كان يعيش شاب صغير مع والديه في بيت جميل وأشقاء يتميزون بالخُلق القويم، وقد اعتاد الشاب كل يوم أن يذهب لكي يصطاد ويتلقى علومه عند أحد العلماء الكبار، ولأن الشاب لا يزال صغيرا فقد كان دائما يأخذ رأي والدته في كل ما يخص أمور حياته، وفي يوم من الأيام سأل الشاب والدته عن معنى الصداقة الحقيقية، فأخبرته أمه أن هذه الصداقة نادرة الوجود في هذه الأيام.

 

وأنه عندما يمر بتجارب في حياته سيكتشف معناها الحقيقي دون أن يسأل أحد، ووعدته بأنها سوف تساعده لكي يكتشف هذا المعنى الجميل الموجود في الدنيا، ومرت الأيام والشاب يفعل كل يوم مثلما اعتاد على فعله، إلى أن لاحظت الأم أن ولدها مهموما قليلا، فسألته عن سبب هذا، فأجابها بأنه ليس له أصدقاء، وكم يتمنى أن يكون لديه الصديق الوفي المخلص، فدعت الأم الله سبحانه وتعالى أن يبعث لولدها ما يتمنى، وذات يوم من الأيام دخل الشاب وهو فرح على غير عادته في الأيام الأخيرة، فقد اعتادت والدته أن تراه واجما مهموما، ولكن في هذا اليوم عاد الشاب إلى بيته ويغمره شعور الفرحة والسعادة، فسألته والدته عن السبب، فقال لها اليوم يا أمي.

 

وأن أصطاد الطيور في الغابة قد قابلت شابا في مثل عمري وقد وجدت حديثه لطيفا وكلماته رقيقة، ففكرت في أن نصبح أصدقاء، فقالت له الأم وكيف علمت أنه هو الصديق الذي تبحث عنه ؟ فأجابها أنه يشعر بسعادة غامرة لأنه أخيرا سوف يكون له صديقا وفيا، وهنا ضحكت الأم ومسحت على رأسه وقالت له اليوم سوف أساعدك في أن تتعلم أول درس في اكتشاف الصديق الوفي والمخلص لكي تتخذه رفيقا في طريق حياتك، فقال لها الشاب أشكرك يا أمي على مساعدتك، وبعد فترة قصيرة طلبت الأم من الولد أن يقوم بدعوة صديقه غدا على الغداء، فتعجب الشاب من الأم، فقالت له انتظر حتى الغد ولن تتعجب، وبالفعل ذهب الشاب إلى صديقه الجديد على الفور.

 

وقال له إنك مدعو غدا إلى بيتي لكي تتناول الغداء معنا، فقال له الصديق وهل هناك عزومة كبيرة لديكم غدا ؟ فقال له الشاب لا، فمأدبة الطعام هذه قد تم اعدادها لك بمفردك، لأنك سوف تصبح صديقي الصدوق، وبالفعل ذهب الصديق إلى بيت الشاب في الموعد المحدد، وقد قدم له الشاي والقهوة والفاكهة، ثم جاء وقت تقديم الطعام، فدخل الشاب على صديقه بصينية طعام بها خيرات الله من اللحوم والأرز والخضار والخبز، وما أن وضع الصينية أمام الصديق حتى قال له إنني سوف أذهب لقضاء حاجة ضرورية للبيت الآن، وقد أتأخر قليلا، فإذا وجدت نفسك جائعا فتناول الطعام ولا تنتظرني، فقال له الصديق حسنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى