مقال

«عالقة بين الحياة والموت»

«عالقة بين الحياة والموت»

 

بقلمي: نجلاء محجوب

 

مر خمسة وعشرون عَامًا، وأنا أعاملها أنها علي قيد الحياة، لم أقتنع يومًا أنها فارقت الحياة، وأصبحت في عداد الموتي، كنت أتحسسها علها تحيا، لا يبدو عليها أثر الموت، من يرمقها يعتقد أنها علي طبيعتها ولم تمت، بدت مؤخرًا شاحبة، كنت أسألها لا تجب، أسألها لما فارقتني وأنا لم أمت بعد، صار الجسد ما بين الحياة والموت، أعيش وبالجسد جزء فارق الحياة منذ سنوات طويلة، من يرمقني يقل لا تعاني شَيْئًا، مر عَمْرًا، عشت ايام قاسية، كنت ما بين الحياة والموت عالقة، وفي يوم حالك السواد لازال عالق بالذاكرة، استبدلتها مجبرة بكرسي بأربعة عجلات، مرت سنون، كان هو سبيلي الوحيد للحركة من مكان لآخر، ولهذا السبب راق لي وأعتبرته بديل لقدماي، صرنا كيانًا وَاحِدًا، كنت لا أظهر له ودًا، وكان يشعر ببغضي له، ولما استمات في وفائه لي، أصبحت لا أستغني عنه، لم يكن سَهْلًا عَلِيّ أستسلم للقدر وأقول نعم رضيت، مررت بهزائم وأنتصارات مع نفسي الرافضة أن تقيد قدماي، وأنا أريد الركض، ذهب الشباب علي عجل، وذهبت معه أحلام شابة، وجاء الشيب زاحفًا يعلن عن تقدم العمر، وجاء معه نضوجًا فكريًا واستسلام لاختيار القدر،أستوعبت أن القدر هو الذي يختار، ونحن ليس لنا اختيار الا الصبر أو القنوت، وبدت قضية الإنسان مسيرًا أم مخيرًا جلية، واضحة لي حد الإبصار، مسيرًا في اختيار الله لنا في الحياة والموت وما بينهما من اقدار، فأنا ليس لدي اختيار صرت مقيدة الساقين هنا كنت مسيرة، ومخيرة في صبري أو قنوتي، فأخترت الصبر علها تحيا، أمنية الحياة لقدمي لازالت عالقة علي قيد الأمل، أبغي الحياة التي كنت أحلم بها، علها تحيا يَوْمًا فتحيني، فأنا لم أهملها يَوْمًا، قدمت اليها مَجْهُودًا مُكَثًفا لتتعافي، حتي كادت قطرات العرق من الجهد ان تغرقني، علها تجيب، وتدب فيها الحياة من جديد، أنتظر، عل القدر يمنحني فرحة الإمتنان بقدرة خالق الكون علي احياء الموتي، عل كن فيكون تعيدها، علني اخطوا من جديد، علني اعيش احلامي التي تمنيتها، كثيرا كنت اسجد باكية اطلب غَوْثًا، كانت تمطر عيناي، فأستجابت السماء، ووهبتني صَبْرًا، لم يفارقني يومًا، كان رفيقي في محبسي بين الجدران الحالمة بفرجًا يعانق السماء، وأنا مقيدة الساقين يا صبر أيوب مددا، عله يرزقني فأستجبنا له، فسلمت وأستسلمت عل الله يهبني يَوْمًا فرحة تنسيني الألم، واصبحت اعيش علي قيد الأمل عالقة مابين الحياة والموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى