مقال

نفحات إيمانية ومع الإحترام وحقوق الإنسان “الجزء الرابع “

نفحات إيمانية ومع الإحترام وحقوق الإنسان “الجزء الرابع ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الإحترام وحقوق الإنسان، وإن من الحقوق هو طيب المعاملة وذلك بحُسن الكلام والخطاب، وإكرام التعامل معه، والبدء بالسلام عليه وذلك من خلال عدم انتظار بدئه هو بالسلام في حال لقائه احتراما وتقديرا له، ويكون ذلك بالأدب في الخطاب والوقار، مع مراعاة درجة الصوت التي تناسب سمعه وحاله، دون التعدي في ذلك، وأيضا إحسان الخطاب من خلال مناداته بأحب الألقاب إليه، ويدل هذا على مكانته وقدره في المجتمع الذي يعيش فيه، وكذلك تقديمه في كل شيء، سواء كان طعاما، أو شرابا، أو مجلسا، أو خطابا، أو دخولا، أو خروجا، ومن الأمثلة على ذلك ما روي عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

سأل “إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله قال فقال هي النخلة قال فذكرت ذلك لعمر قال لأن تكون قلت هي النخلة أحب إليَّ من كذا وكذا” فقد امتنع ابن عمر رضى الله عنهما عن الحديث، لوجود من هو أكبر منه سنا في المجلس، وإن من الحقوق للكبير هو الدعاء له بطول العمر والبركة فيه، والزيادة في طاعة الله، والتوفيق والسداد، وكل ما هو خير، وأن يرزقه الله حسن الخاتمة، وكذلك مراعاة ضعفه ووضعه، فقد كان في يوم من الأيام قوي الجسم، بهي المنظر، ثم بدأ بالكهولة والضعف، فتغير طبعه وخارت قواه.

 

فأصبحت حركته صعبة وقليلة وبطيئة، فيجب مراعاة وضعه وما هو عليه، وهذه هى القيم الإسلامية، وإن معنى القيم الإسلامية، هى جمع قيمة، وعرفها ابن منظور بأنها ثمن الشيء بالتقويم، وأطلق على ثمن الشيء قيمة لأنه يقوم مقام الشيء، إذ تقول العرب كم قامت ناقتك، أي كم بلغت، وقيل القيم مصدر بمعنى الاستقامة، كما جاء في قول الله تعالى ” دينا قيما” أي دينا مستقيما لا عوج فيه، والقيم أيضا بمعنى الفضائل الدينية، والاجتماعية، والأخلاقية التي يقوم عليها المجتمع، وعلم القيم، أي العلم الذي يشمل الفضائل، وخاصة القيم الأخلاقية، والقيم الإسلامية اصطلاحا هى تعرف بأنها مجموعة من الأحكام والمعايير الناجمة عن تصوارت الإسلام للكون والإله والإنسان والحياة.

 

والتي تتكون نتيجة تفاعل الفرد والمجتمع مع الخبرات والمواقف الحياتية المختلفة، وبها يتمكن الفرد من تحديد أهدافه وتوجهاته التي تتجسد بسلوكه العملي بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة، وتقارب مفهوم الأخلاق بالقيم خلاصة القول في هذه المسألة هو أن بعض المحقّقين يرى أنه من الصعب إيجاد فرق بين القيم والأخلاق على اعتبار أن الأخلاق تتصل بكافة الجوانب المسلكية في حياة الإنسان، وهذا لا يمنع من الإشارة إلى أن الأخلاق تدخل في مفهوم القيم على اعتبار أن دلالة القيم أوسع من الأخلاق، إذ يمكن النظر إلى القيم على أنها أساس لكل فعل خُلقي، وقد تناول علماء الأخلاق وعلماء التربية مسألة العلاقة بين القيم والأخلاق بشكل مستفيض.

 

ويتمحور موضوع الأخلاق حول عمل الفرد ونشاطه، وعلاقته بربه، وعلاقته مع نفسه ومع الناس ومع ما يحيط به من الجماد والحيوان، وتتفرع الأخلاق إلى نوعين أساسيين، فالنوع الأول وهو الأخلاق الحسنة، كالصدق، والشجاعة، والكرم، والعفة، والفضيلة، وكل عمل يدل على حسن الأدب، والنوع الثاني وهو الأخلاق السيئة كالكذب، والبخل، والجبن، والرذيلة، والخسّة، وكل عمل يدل على سوء الأدب، ويعد البحث في منظومة القيم الإسلامية من المواضيع الواسعة المتشعبة، إذ إن الإسلام دين القيم، وكانت القراءة أول قيمة دعت إليها رسالة الإسلام، حيث قال الله تعالى “إقرأباسم ربك الذى خلق” كما تكونت العديد من القيم الإسلامية خلال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى