مقال

نفحات إيمانية ومع صدق إيمان العبد ” جزء 3 “

نفحات إيمانية ومع صدق إيمان العبد ” جزء 3 ”

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع صدق إيمان العبد، وإن المتبع لشهوته ضعيف يخاف من كل شيء، فهل خطر في بالكم لماذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الصنفين معا؟ ” قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” والسؤال لماذا جمع بين هذين الصنفين؟ لأن الذى يستبد كيف يستبد بالناس؟ عن طريق إطلاق الشهوات، فالإنسان إذا اتبع الشهوة أصبح ضعيفا، وأصبح كالخرقة، يخاف من كل شيء، ويخنع لكل قوى، فمن لوازم المستبدين أنهم يطلقون الشهوات من دون ضابط لها إطلاقا.

 

وإن هذا الوصف قلما يلتفت الناس إليه، فإنه وصف من دلائل النبوة، وأما عن كاسيات عاريات، وهما شيئان متناقضان، فإن أحدهما ينقض الآخر، فكيف جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما؟ فهل بإمكانك أن تقول هذا الحرم مظلم ومنير في آن واحد؟ مستحيل إن قلت مظلما نقضت وجود النور فيه، وإن قلت منيرا نقضت وجود الظلام فيه، فهناك شيئان متعاكسان وهناك شيئان متناقضان، أى أن أحدهما ينقض وجود الآخر فكيف قال النبى صلى الله عليه وسلم كاسيات عاريات؟ ” صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات” فهى إن كانت كاسية كيف تكون عارية؟ وإن كانت عارية كيف تكون كاسية؟

 

ما كان أحد يعرف كيف أن النبى صلى الله عليه وسلم نظر إلى آخر الزمان وكأنه رأى بعينه ما يرتدي النساء، إنها ترتدى لكن هذا الذى ترتديه لا يستر شيئا، إما أن يشف لرقته عن لون بشرتها، أو أنه يصف حجم أعضائها فكأنها عارية، وهذا من دلائل نبوة النبى صلى الله عليه وسلم، لذلك فإن المرأة التي يحبها الله ورسوله لا يبدو شيئا من جسمها أبدا، فإن ثيابها صفيقة أى سميكة، وسابغة، وفضفاضة، والثياب الفضفاضة هذه ثياب المؤمنات لا يبدو شيء من خطوط جسمها، إذن “ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات” أى هؤلاء النساء بهذا الزى الفاضح، وهذه الثياب المتبذلة، يدعون الرجال إليهن بلسان الحال، مائلات إلى الرجال، مميلات للرجال.

 

على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، الأسنمة جمع سنام، بعض أنواع الجمال لها سنام عظيم، فهذا الذين يفعلونه بشعورهن يزداد طولها عشرة سنتمترا “رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” فمن تشبه من الرجال بالمرأة أو تشبهت المرأة به فقد وقع تحت لعنة النبى صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل إنسان له زوجة، أو له ابنة، فيجب عليه أن يلاحظ ماذا تلبس في الطريق، هل ترتدى ثيابا تصف حجم أعضائها؟ وهل ترتدي ثيابا تحدد معالم جسمها؟ فإن كانت تفعل هذا فقد وقعت في أشد أنواع الحرام، فينبغي أن يأمرها، وأن ينهاها، وأن يتابع خروج زوجته وبناته بنفسه، فهذا جزء من دينه.

 

وجزء من إقامة الإسلام في البيت، والنبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر في أحاديث كثيرة أنه من المحظور على المرأة أن تلبس لبس الرجل، فالبنطلون هو من ثياب الرجال، فإذا لبست النساء هذا النوع من الثياب فقد وقعن فيما نهى عنه النبى صلى الله عليه وسلم وهذا معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم ” لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال” رواه البخارى، وقال العلماء يدخل في التشبه الكلام، إذا إنسان تكلم وقلد المرأة في كلامها، وفى ترقيق صوته، أو فى حركات وجهه، أو فى انحناء جسمه، أو إن قلدت المرأة الرجل في صوته الجهوري، وفى نظراته القاسية الحادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى