غير مصنف

نفحات إيمانية ومع الإنسان ما بين المبادئ والقيم ” جزء 2 “

نفحات إيمانية ومع الإنسان ما بين المبادئ والقيم ” جزء 2 ”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الإنسان ما بين المبادئ والقيم، فينبغي أن ننصح أنفسنا وخصوصا الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وقد يظهر منه نوع من التدين لكن عنده بغض وحقد موجود متأصل في نفسه، يمكن أن يمنع نفسه من الزنا والفواحش، ولا يمكن أن يمنع نفسه من الحقد والبغض، ونحن نعلم أنه لن ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم، أى سليم من الشرك والشبهات والشكوك والحقد والغل والحسد والبغضاء، وإن من أسباب البغضاء في هذه الأوساط، هو ما قاله ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم “ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم.

 

وكل منهم يظهر أنه يبغض لله” ويطيح، وينزل على المسلمين، ويفري بلسانه في أعراضهم، ويأكل من لحومهم، أى من لحوم من؟ المسلمين، ويقول ما هي قضية، هذا بغض في لله، فيقول ابن رجب ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله، وقد يكون في نفس الأمر معذورا، وقد لا يكون معذورا، بل يكون متبعا لهواه مقصرا بالبحث عن معرفة ما يبغض عليه” وقال ابن رجب فإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أن لا يقول إلا الحق، وهذا الظن خطأ قطعا، وقد يكون الحامل على الميل إليه مجرد الهوى والألفة والعادة”

 

أى خالفت شيخي أنا أبغضك، لماذا يميل إلى شيخه؟ مجرد الهوى أو الألفة والعادة، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله، فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه، ويتحرز في هذا غاية التحرز، وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه، فواحد مثلا اضطربت عليه الأمور، قال ما أدري هذا الأمر يبغض عليه وإلا ما يبغض عليه؟ قال ابن رجب فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهي عنه من البغض المحرم” ومن الوسائل المعينة على عدم الوقوع في الحقد والحيلولة دون دخوله إلى النفس هو تجنب مجالس العناصر الحاقدة التي تثير الحقد على الإسلام وأهله، الذين لا هم لهم إلا فري ألسنتهم في أعراض العباد.

 

استهوتهم الشياطين فتركوا اليهود والنصارى وكفرة الديلم والفرس والمرتدين، وأصحاب التغريب والمبتدعة والزنادقة ليقعوا في أعراض المسلمين، ومن العلاجات المهمة والأمور التي ينبغي الحرص عليها هو أن لا تسمح لمن يتكلم في إخوانك، سد فاه، واطرده من المجلس، أو قم عنه، ولا تسمح لمن يتكلم في العلماء الثقات، وأعراض العلماء مسمومة، ولحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في الانتقام من منتقصيهم معلومة، ولا تسمح لمن يتكلم في الدعاة إلى الله على المنهج الصحيح، وطلبة العلم الذين يطلبون العلم، علم الكتاب والسنة، ولو أخطأ أحد أهل العلم قل يغفر الله له، فإن حذيفة لما قتلوا أباه قال يغفر الله لهم.

 

وكذلك من العلاجات المهمة أن لا تنقل كلاما على إخوانك في الله، لا تنقل كلام شخص لشخص آخر، هذه نميمة، وقد يكون مخطئا، لكن اترك، النقل فإنه يضر، فقال النبى صلى الله عليه وسلم “لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر” رواه احمد، ومن العلاجات التي تساعد في إزالة الأحقاد إذا حصل بينك وبين أخيك شيء، إذا حصلت شحناء بغضاء عداوة، قم بزيارته فقال صلى الله عليه وسلم “وجبت محبتي للمتزاورين في” رواه الطبراني، فقوم وزره في الله، فإن الزيارة تقرب، ولو ما أزالت الشحناء كلها تزيل بعضها، وكذلك المصارحة تحدث في الزيارة واللقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى