مقال

لا تحدثونى عن الرحمة..

لا تحدثونى عن الرحمة..

بقلم الكاتبة الروائية / غادة العليمى

جميلة دعوات إيقاظ الانسانية النائمة فينا

ورائعة الرغبة فى تخفيف الالام المعذبين بيننا

ونبيل جدا هذا العطاء من دون مقابل لمن يحتاج منا

ولكنى رغم كل ذلك اسفة جدا .. لانى ارفضه

تعالت دعوات جديدة على لسان الفنانين والشخصيات العامة للتبرع بالاعضاء بعد الوفاة وإيهاب الجسد اذا مافارق الحياة رهن مشارط الاطباء للقص واللصق فى جسد المرضى والمتعبين والحالات الميئوس منها

ولكن ..

لاننا نحيا فى بقعة على الارض لا يحترموا فيها اختياراتنا المطلقة التى نحاسب عليها وندفع ضريبتها وحدنا

ولاننا نقطن وسط اناس لا يلتفتوا لعذاباتنا ولا يكترثوا لهمومنا ولا تؤلمهم الامنا الجالبه لكل انواع الامراض النفسيه والجسديه لنا

ولاننا نسكن مجتمعات لا تدعم الاحياء ولا تحترم الخصوصيه

ولان هذه الكاميرات فى يد جاهل تطارك فى فرحك ومأتمك وسيرك فى الطرقات او وراء مقايد السيارات ونوافذ الشرفات

ولان هذه المملكة الذكورية المتسلطه تفرض دوما الوصايا عنوه على اجساد النساء

وتبرر للمتحرش تحرشه والمتنمر تنمره والمؤذى أذاه ووحدها المرأه الدافع والسبب لكل الخطايا الذكوريه فى كل مكان ومجال وهذه الاخطاء ندفعها نحن النساء من اعصابنا وسلامنا النفسي جبرا واقتداراً من دون رحمة ولا انسانيه

لا يجوز ان تحدثوننا على الانسانية

وهذا المجتمع الذى اصبح لا يؤتمن على الاحياء

لا اعلم كيف يؤتمن على اجساد الأموات

ارفض التبرع بأعضاء الجسد

ارفض هذا القص

وتلك الموجه الشديده الحماسه التى يدعونا فيها بدافع الانسانية والرحمة

اجيبها بأن

هذا العصر المادى لم يكن رحيما بنا ابدا فقد باع لنا حتى الهواء والامل قبل الطعام والماء .. واهلكنا تماما بلا رحمة فلا تحدثونى عن الرحمة

اُهِلكت كل خلايا جسدى فى حياتى ولا امل للراحة لها الا بعد مماتى

ودوما ما كنت اشفق على نفسي من فوضى التوحش فى الحياة على هذى الارض وانا بكامل ارادتى فكيف لا اخاف من وحشيه الاحياء اذا نزعت منى روح الارادة ورد الاذى عنى .. لهذا ستجدنى دوما اردد واقول

عفوا_لا_اوافق_على_هذا_القص

لا_للتبرع_بالاعضاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى