مقال

نفحات إيمانية ومع مفهوم الجهاد والشهادة ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع مفهوم الجهاد والشهادة ” جزء 4″

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع مفهوم الجهاد والشهادة، وإن الفرق بين الجهاد والإرهاب، هو أن الجهاد في سبيل الله من أفضل ما تقرب به المتقربون، وتنافس فيه المتنافسون، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من إعلاء كلمة الله، ونصر دينه، ونصر عباده المؤمنين، وقمع الظالمين والمنافقين الذين يصدون الناس عن سبيله، ويقفون في طريقه، ولما يترتب عليه أيضا من إخراج العباد من ظلمات الشرك إلى أنوار التوحيد، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام، وغير ذلك من المصالح التي تخص المؤمنين، وتعم الخلائق أجمعين، وقد قال ابن القيم رحمه الله ” والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب، وإما باللسان، وإما بالمال، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع.

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ” والجهاد منه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، والدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة، فيجب بغاية ما يمكن ” وقال العز بن عبدالسلام رحمه الله ” لما بذل الشهداء أنفسهم من أجل الله، أبدلهم الله حياة خيرا من حياتهم التي بذلوها، وجعلهم جيرانه، يبيتون تحت عرشه، ويسرحون من الجنة حيث شاءوا، لما ان قطعت آثارهم من السروح في الدنيا ” وقد قال ابن دقيق العيد رحمه الله ” الجهاد أفضل الأعمال، لأنه وسيلة إلى إعلان الدين ونشره، وإخماد الكفر ودحضه، ففضيلته بحسب فضيلة ذلك والله أعلم” وليعلم أن الفضل الوارد في القرآن الكريم وفى السنه النبوية الشريفة.

 

لا يكون إلا لمن قاتل لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري قال، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” من يقاتل لتكون كلمة الله هى العليا، فهو فى سبيل الله ” وقد أخبر الله سبحانه وتعالى، انه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم ” ومن أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب أي هلم” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبعمائة ”

 

وقد ذكر ابن ماجه عنه صلى الله عليه وسلم قال ” من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في غرمه، أو مكاتبا في رقبته، أظله الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله” فالجهاد بالمال معناه أن تدفع مالا يتسعين به المجاهدون في سبيل الله، في نفقتهم ونفقة عيالهم وفي شراء الأسلحة وغيرها من معدات الجهاد، وفي ذلك فضل عظيم، لأن الله ذكره في القرآن الكريم مقدما على الجهاد بالنفس مما يدل على أهميته ومكانته عند الله تعالى، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

 

وإن الإرهاب يختلف عن الجهاد اختلافا جوهريا في كل شيء، في حقيقته ومفهومه، وأسبابه، وأقسامه، وثمراته ومقاصده، وحكمه شرعا، هو أن الإرهاب بمعنى العدوان، وهو ترويع الآمنين وتدمير مصالحهم، ومقومات حياتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم، وحرياتهم وكرامتهم الإنسانية بغيا وإفسادا في الأرض، وأما عن الجهاد، فهو يهدف إلى الدفاع عن حرمات الآمنين، أنفسهم وأموالهم، وأعراضهم وإلى توفير وتأمين الحياة الحرة الكريمة لهم، وإنقاذ المضطهدين وتحرير أوطانهم وبلدانهم من براثن قوى الاحتلال، وإن الإرهاب كلمة مقصورة محصورة في الإقدام على القتل والتخويف، والخطف والتخريب، والسلب والغصب، والزعزعة والترويع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى