مقال

نفحات إيمانية ومع الحديث المرسل والمتواتر والآحاد “جزء1”

نفحات إيمانية ومع الحديث المرسل والمتواتر والآحاد “جزء1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن العلماء هم سادة الناس وقادتهم الأجلاء، وهم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، المراد بهم الخير، المستغفر لهم، وإن للعلماء فضل عظيم إذ الناس محتاجون إليهم في كل حين، وهم غير محتاجين إلى الناس، ولا شك أن بيان فضل العلماء يستلزم بيان فضل العلم لأن العلم أجل الفضائل، وأشرف المزايا، وأعز ما يتحلى به الإنسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها وتفوقها في الحياة، ورائدها إلى السعادة الأبدية، وشرف الدارين، والعلماء هم حملته وخزنته، ومن أجل هذا جاءت الآيات والأخبار لتكريم العلم والعلماء، والإشادة بمقامهما الرفيع، وتوقيرهم في طليعة حقوقهم المشروعة.

 

لتحليهم بالعلم والفضل، وجهادهم في صيانة الشريعة الإسلامية وتعزيزها، ودأبهم على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده، وإن الجد والاجتهاد هم أساس تحقيق النجاح وقد دعانا الله سبحانه وتعالي إلي إتقان العمل والإجتهاد فيه فهو الطريق لتقدم المجتمعات ونهضتها فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه، فالعمل والجد والاجتهاد هم أساس ارتقاء الفرد وتحقيق نجاحه سواء في الدراسة أو العمل فالنجاح لا يأتي ولا يتحقق إلا ببذل المجهود والسعي والتوكل على الله لتحقيق الهدف، وإن الجد والاجتهاد هم مفتاح نجاح أي إنسان ومن المستحيل أن نجد إنسان ناجح لا يجتهد في عمله ويبذل كل طاقته في سبيل نجاح ذلك العمل.

 

ولأهمية الاجتهاد قد أمرنا الدين الإسلامي بالحرص عليه والابتعاد عن الكسل والتواكل، وقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بالجد والاجتهاد في العمل وذلك في الكثير من آياته، ولكي نستطيع تحقيق النجاح علينا أن نعي جيدا قيمة الوقت ونقوم بتخطيطه وتنظيمه حتى لا يمر دون أن نقوم بأي شئ، وإن مصطلح الحديث النبوي الشريف ربما قد يكون معلوما لكثير من الناس، ولكن لا بد من التفصيل فيه لزيادة الإيضاح، فالحديث النبوي هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو عمل، وهو كذلك ما ثبت عنه من صفات خَلقية أو خُلقية، وتقسم الأحاديث عموما إلى أحاديث قدسية وأحاديث نبوية.

 

فأما الحديث القدسي فهو كلام لله سبحانه وتعالى ولكنه غير القرآن، فمعناه من الله سبحانه ولفظه من النبي عليه الصلاة والسلام، كقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه “يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ” وأما الحديث النبوي الشريف فهو ما كان وحي من الله سبحانه ولكنه من ألفاظ النبي عليه الصلاة والسلام، وكذلك من الفروقات بين الحديث القدسي والحديث النبوي أن الحديث النبوي لا ينسبه النبي عليه الصلاة والسلام إلى ربه كالحديث القدسي، وللحديث النبوي أقسام كثيرة ومنها الحديث المتواتر، والمتواتر هو اسم فاعل من تواتر، وهي صفة لخبر من أناس لا يمكن تواطؤهم.

 

أو اتفاقهم على فهم خطأ لأمر ما، والحديث المتواتر هو مصطلح فقهي يطلق على الحديث الذي ينقله قوم عن قوم، ويكون عددهم كبيرا بحيث لا يمكنهم التواطؤ على الكذب، ومعنى النقل بالتواتر هو أن يكثر نقل خبر ما من كثير من الجهات بحيث لا يمكن أن يجتمعوا على الكذب جميعا، ومثل ذلك القوم الذين نقلوا خبر اكتشاف العالم الجديد أي الأمريكيتين، فاليقين بوجود هذه القارة لا يُخالطه شك مع أنه قد لا يمكن لبعض المسلمين السفر إليها، إلا أنهم لا يشكون بوجودها البتة، وإن الحديث المتواتر هو الحديث المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات الصحة والثبوت، ويعتقد المسلمون باستحالة تواطؤ الجماعة الذين رووه على الكذب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى