مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 5″ 

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الرسول الكريم فى ذكري مولدة، ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أروع المثل في العفو والتصافح ، والتجاوز والتسامح ، والإعراض عن الجاهلين، والإحسان إلى الغافلين، فعن السيده عائشةَ رضي الله عنها قالت” استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا، السام عليك، أى الموت عليك، فقلت، بل عليكم السام واللعنة، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ” قلت، أَو لم تسمع ما قالوا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” قلت وعليكم ” متفق عليه، وهذا هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كذبه قومه، واتهموه بالأباطيل والأكاذيب، وطردوه من بلده، وأخرجوه من أهله.

 

فذهب حتى وصل قرن الثعالب، فإذا هو بأمين الوحى جبريل وملك الجبال عليهما السلام ، فقَال صلى الله عليه وسلم” فنادانى ملك الجبال وسلم على، ثم قال، يا محمد، إن الله قد سمع لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثنى ربك إليك لتأمرنى بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أطبق عليهم الأخشبين أى الجبلين العظيمين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا ” متفق عليه، فهذا هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولقد بلغ من تواضع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وزهده، أنه ما شبع من تمر أو بر في يوم من أيام حياته، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربط بطنه بحجر من الجوع” رواه البخارى.

 

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه” لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يظل يوم يلتوى، ما يجد دقلا وهو التمر الرديئ، يملأ به بطنه” رواه مسلم، وهذا هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لم يتنعم بالنوم على الفراش الوثير في حياته، مع أنه كان يحكم أكبر دولة في العالم آنذاك، وقد دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه الشريف، وفي خزانته صاع من شعير، فبكى عمر بن الخطاب، فقال له النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” ما يبكيك يا بن الخطاب ” ؟ قلت يا نبي الله ، ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى.

 

وذاك قَيصر وكسرى، في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته، وهذه خزانتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا بن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟ قلت، بلى” متفق عليه، وقد تجلت رحمته صلى الله عليه وسلم في عدد من المظاهر والمواقف، ومن تلك المواقف والمظاهر والصور لرحمته، هو رحمته بالأطفال، فكان صلى الله عليه وسلم يعطف على الأطفال ويرقّ لهم، حتى كان كالوالد لهم، يقبّلهم ويضمّهم، ويلاعبهم ويحنّكهم بالتمر، وكما فعل بعبدالله بن الزبير عند ولادته، ألا ما أحوج البشرية إلى هذه المعاني الإسلامية السامية، وما أشد افتقار الناس إلى التخلق بالرحمة التي تضمد جراح المنكوبين.

 

وتحث على القيامِ بحقوقِ الوالدين والأقربين، والتي تواسي المستضعفين، وتحنو على اليتامى والعاجِزين، وتحافظ على حقوقِ الآخرين، وتحجز صاحبها عن دماء المعصومين من المسلمين وغير المسلمين، وتصون أموالهم من الدمار والهلاك، وتحث على فعل الخيرات ومجانبة المحرمات، فإنها الرحمة التي تفيض حتى تكاد تقتل صاحبها أسى، لما يرى من انصراف الخلق عن طريق الجنة إلى طريق النار، ومن مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم أيضا رحمته بالنساء فلما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل، فقد كانت العناية بهن أعظم، والرفق بهن أكثر، وقد تجلى ذلك في خلقه وسيرته صلى الله عليه وسلم، على أكمل وجه ، فحث صلى الله عليه وسلم، على رعاية البنات والإحسان إليهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى