مقال

ولد الحبيب  ….

ولد الحبيب  ….

 

خالد السلامي

  في يوما ما من شهر ربيع الأول اختلف الفقهاء والبسطاء على تحديده بالضبط ولكنهم اتفقوا على أنه في شهر ربيع الأول من عام ٥٧١ الميلادي .

في هذا اليوم المبارك أشرقت السموات والارض بولادة سيد الأنام وأعظم خلق الله محمد الصادق الأمين عليه افضل الصلاة والسلام ليكون نقطة تحول كبرى في حياة أمة عاشت حياة البداوة والغزو والشرك ولم تعرف التوحد ولا التوحيد ولا السكينة ولا الإيمان ابدا فكانت الغزوات والحروب والحِل والترحال هي سمة أهل هذه البقعة من الأرض حيث الغزو للأخ مفخرة وسبي النساء مكسب والفحشاء ميزة . أمة كانت تفتخر بوأد بناتها ونهب نساءها و تعتبر سلب حلالها واموالها نصر ، لكنها وفي ذات الوقت كانت قبائلها تكرم الضيف وتحفظ الجار وتساعد الفقير وترحم اليتيم وتعز الدخيل كل ضمن حدود قبيلته واذا عاهدت لاتحنث بعهودها.

هذه الأمة التي امتازت بكل تلك الصفات صالحها وطالحها هي نفسها الأمة التي أنجبت سيد الخلق والكائنات ، وهي التي حملت كل رسائل السماء إلى البشرية والتي خُتمت بآخر الرسالات السماوية . تلك هي رسالة الاسلام السمحاء التي حملها هذا النبي الأُمي محمد صلى الله عليه وسلم والذي بشر به كل الانبياء والرسل .النبي الذي أحاطه الله سبحانه منذ ولادته برعايته وحفظه من الشرك والسوء وحماه من الخطاء والزلل حاشاه ليعده افضل الإعداد لحمل رسالته الخاتم ، فكان عندما حان موعد الرسالة كاملا من كل النواحي صادقا أمينا نزيها شريف الأصل والنسب طاهرا من اي دنس او خطأ كامل النور لا ظل له وهو يتلقى رسالة ربه فكان على قدر هذا المسؤولية التي غيرت مجرى التاريخ و أدت الى تنقية الأمة التي ولدته من كل مساوئها وكل تلك الصفات التي كانت تتصف بها تلك الأمة لتحولها إلى أمة مختلفة تماما متسمة بالتوحيد والوحدة والإيمان والمسامحة والكرم والتضحية والإيثار لتشع بنورها المحمدي البهي على كل الأمم فتجمعها تحت راية الاسلام العظيمة في أكبر دولة امتدت على مساحة ثلاثة قارات هي قارات العالم آنذاك فألغت أكبر امبراطوريات ذلك الزمان .

كل ذلك حصل بفضل الله جلت قدرته ثم شجاعة وصبر رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والثلة المؤمنة الصابرة من آل بيته الاطهار وأصحابه الكرام الذين تركوا الدنيا بمفاتنها ومغرياتها ساعين إلى جنات الخلد التي وعد الرحمن بها عباده المؤمنين.

ولد في هذه الأيام المباركة من كان ولايزال وسيبقى اسمه ضمن مفتاح الجنة ومفتاح دخول الاسلام بشهادة ان لا اله إلا الله .. وان محمد رسول الله ,ولد من كان مولده بداية العد للنهاية حيث اقتراب الساعة ودنو الحساب وحيث آخر الرسائل السماوية مما يعني آخر آنذار سماوي لبني البشر بالعودة إلى خالقهم مع إبقاء باب التوبة مفتوح وهذه من مكارم الخالق سبحانه وتعالى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قبول التوبة لأمة نبيه وكل من يرغب بالتوبة من البشرية جمعاء حتى قيام الساعة إضافة إلى شفاعته الكبرى يوم الحساب وهو يقول أمتي أمتي ووقوفه على السراط المستقيم ليقول داعيا للعابرين عليه من المسلمين ربي سلم سلم.

فداك ابي وأمي يا حبيبي يا رسول الله يامن حفظت الامانة واديت الرسالة فكنت نعم النبي الرسول ونعم الصادق الصدوق الرؤوف بامته والرحيم بمن كان تحت حكمه من غير أبناء أُمته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى