مقال

نفحات إيمانية ومع إنعدام الأخلاق ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع إنعدام الأخلاق ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الخامس مع إنعدام الأخلاق، وما يوفق لهذه الأخلاق وهذه الخصال الحميدة إلا الذين صبروا نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحب الله عز وجل، فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان؟ فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثَل أمر ربه، وعرف جزيل الثواب، وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله لا يفيد شيئا، ولا يزيد العداوة إلا شدة، وأن إحسانه إليه ليس بواضع قدره، بل من تواضع لله رفعه هان عليه الأمر متلذذا مستحليا له لكونه من خصال خواص الخلق التي ينال بها العبد الرفعة في الدنيا والآخرة، التي هي من أكبر خصال مكارم الأخلاق، ولا عجب أن رأينا أحد محققي علماء الإسلام مثل ابن القيم يقول.

 

“الدين هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق، زاد عليك في الدين” ولذلك يُعتبر الخلق الحسن صفة من صفات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أفضل أعمال الصديقين، وشطر الدين، والثمرة التى يجاهد بها المتقون، ورياضة المتعبدين، على عكس الأخلاق السيئة، التي تعد بمثابة السموم القاتلة للنفس، ولذلك لا بد من التخلق بأخلاق الإسلام، والابتعاد عن المعاصي والآثام، حيث ورد في الحديث النبوي ” وجدت الحسنةَ نورا في القلب، وزينا في الوجه، وقوة في العملِ، ووجدت الخطيئة سوادا في القلب، وشيئا في الوجه، ووهنا فى العمل” وإن هناك أحاديث لرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تدعو إلى حسن الخلق لإنه أساس هذا الدين العظيم.

 

هو مكارم الأخلاق ومحاسنها، فقد روى البيهقي أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وإن كلمة البر هي الجامعة لمعاني الدين، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم” البر حسن الخلق” رواه مسلم، وقد اتصف النبي صلى الله عليه وسلم، بما وصفه به الله سبحانه وتعالى، وأثنى عليه بحسن الخلق، فقال عز وجل كما جاء فى سورة القلم” وإنك لعلى خلق عظيم” ومن الأحاديث الواردة في حسن الخلق وهي كثيرة، ومنها ما وراه الإمام مالك في الموطأ بلاغا أن معاذ بن جبل قال” آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال” أحسن خلقك للناس يا معاذ ”

 

وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال” إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم” وقال صلى الله عليه وسلم” إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا” رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم” ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ” رواه أصحاب السنن، ولو نظرنا إلى أخلاق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه” إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ” رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم.

 

” إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون هلا وُضعت هذه اللبنة؟ قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ” رواه البخارى، ويقول عبد الله بن عباس رضى الله عنهما إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته ” وقال القاضي عياض عن الأخلاق” وأما الأخلاق المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى