نماذج مشرفة

في ذكرى أكتوبر (10) اللواء جمال غانم (4)

في ذكرى أكتوبر (10) اللواء جمال غانم (4)

يقول اللواء جمال غانم” دخلت فايد ليلا وقابلنا مجموعة من الكتيبة الكويتي التي كانت تحتل مكانا ما هناك وكذا مجموعة من تحرير جيش فلسطين فقلت لهم سوف نرابض في فايد حتى نحقق اتصالا مع القيادة ودخلنا البيت الذي يجاور بيت أم وردة وعرفنا أن اليهود دخلوا فايد بأعداد كبيرة وجمعوا الأهالي وختموا على بطاقاتهم الشخصية من واقع السجل المدني بفايد. كان معنا جندي يدعى عبد المجيد البلاويطي من سرية ياقوت ونجحنا في الحصول على بطاقة رجل فلاح كان قد استشهد إثر قصف جوي وكان قريب الشبه بالجندي عبد المجيد وختمت بطاقته وأصبح لدينا عين تتحرك في فايد. بمراجعة موقف السرية وجدت أربعة مصابين فأعدتهم إلى قواتنا بالسويس وكان موقف الذخيرة صعبا للغاية فقررت الإنسحاب إلى الجنوب فلم أتمكن حيث أغلق اليهود الطريق العرضي الموصل إلى كسفريت وهذه المنطقة تضيق ويصعب التحرك فيها فقررت الإندفاع شمالا للإنضمام إلى الجيش الثاني الميداني ومنه إلى قواتنا بالجيش الثالث الميداني.
مر الآن أكثر عشرة أيام ونحن نقاتل العدو بكل مالدينا . أذكر أني وصلت فايد يوم 19 أكتوبر وكان المقر المجهز لنا بجوار بيت أم وردة. وفي الحقيقة قامت أم وردة بأعمال استطلاع عظيمة وكانت تعود لنا بمعلومات قيمة ساعدتنا في أعمال قتالنا. وقد دمرت هذه السرية عدة دبابات إسرائيلية واستطاعت إيقاف العدو يومين كاملين. كان الإتجاه إلى الشمال صعبا فالمنطقة صحراوية ومكشوفة. طلبت من الجنود أن تغتسل وتتحرك آخر ضوء. لم يكن معنا طعام نأكله لكننا بحثنا فوجدنا بصلا فشوينا البصل وأكلناه. كان ذلك ليلة عيد الفطر. وفي صباح العيد فوجئنا بأم وردة تحمل إلينا الخبز والجبن ووعاء فيه لبن. أتذكر في هذه الليلة لم أجد أنا وقائد السرية النقيب هاني زهير مانتغطى به لكننا نمنا وتغطينا بمرتبة. توجهت مع الرجال إلى الشمال في الحدائق إلى تقاطع أبوسلطان ثم اتخذت إتجاه الغرب. قبل قرية نفيشة بحوالي 9 كم فوجئنا بطلقات مضيئة تنطلق علينا. وفي الصباح وجدنا جنودا وتجهيزات أمامنا فلما استطلعنا وجدنا أشكالا غريبة وبالفعل لم تكن قواتنا بل كانت قوات إسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى