نماذج مشرفة

في ذكرى أكتوبر 13 (النقيب هاني زهير عامر 1) 

في ذكرى أكتوبر 13 (النقيب هاني زهير عامر 1)

 

 التقيت بالنقيب هاني زهير عامر قائد السرية الذي حارب مع الرائد جمال غانم في حرب أكتوبر 1973 وهو الضابط الوحيد الذي شهد المعركة مع قائده ولا يزال على قيد الحياة متعه الله بطول العمر والبركة فيه. يقول اللواء أ. ح وكيل المخابرات العامة الأسبق هاني زهير” في البداية أود أن أسجل هنا أني أقدر الرائد جمال غانم قائد الكتيبة تقديرا شديدا يصل إلى التقديس وذلك لبطولاته العظيمة التي لم أرها في ضابط مثله وكان لي الشرف أن سريتي هي المجهود الرئيسي التي انضم لها قائد الكتيبة بالإضافة إلى فصيلة يقودها الملازم أول محمد ياقوت وفصيلة يقودها الملازم أول سامي عز الدين. تم اختيار السرية لأنها كانت أكفأ سرية بالكتيبة، سرية البيانات أي السرية التي ينتقى أفرادها بعناية لكي يقوموا بعمليات حقيقية أو بيانات عملية على الكمائن والإغارات وبكفاءة عالية حتى يرى بقية جنود الكتيبة الطريقة المثلى لعمل الكمين أو الإغارة. كان معظم أفراد السرية من جنود الصاعقة القدامى ومعظم ضباط الصف كانوا معلمين. ويبتسم اللواء هاني زهير ويقول” قبل المعركة أمر قائد الكتيبة أن نحلق رؤوسنا فكنت أول من نفذ الأمر لحبي للقائد وقناعتي بكل مايقوله وأسماها كتيبة الشجاع الأقرع.

سألته عن المعركة الحاسمة فقال” عندما دخلنا المعركة لم نفكر إلا في أداء مهمتنا على أكمل وجه وتحقيق أكبر خسائر في العدو الإسرائيلي وكان هذا هو منهج القائد الذي كنت أوافقه عليه. لقد منيت السرية بخسائر كبيرة وذلك نتيجة لمعارك هجومية كنا نحن الذين نبدأها كما رصد الرائد جمال غانم عدد الدبابات التي تم تدميرها بكافة الأسلحة المضادة للدروع التي كانت بحوزتنا بالسرية إلى أن بقى من السرية فصيلة ونصف. تعاهدنا مع القائد على الاستشهاد وأقسمنا عليه وعزمنا ألا عودة إلا بعد إحداث أكبر خسائر في العدو أو بعد وقف إطلاق النار أو الاستشهاد وفي الحقيقة كان الاستشهاد في المرتبة الأولى ووافق عليه الجميع (القائد وثلاثة ضباط وماتبقى من جنود السرية). استمرت عمليات الترصد والكمائن التي قمنا بها والتحرك من مكان لآخر للقضاء على أكبر عدد من قوات العدو أو لنيل الشهادة. قرر القائد أن نعتلي جبل شبراويت بفايد وقمنا بعملية الإلتفاف حتى نكون في مكان مرتفع وليس في أرض منخفضة. وكان القرار هو الاستمرار في المعركة وكان إحساسنا أننا أموات لكن كان شعورنا الحقيقي أننا إلى حد كبير راضون عما قمنا به من عمل وأننا أدينا واجبنا وماقمنا به أثلج صدورنا حتى ونحن في لحظات الموت. لم نعد نمتلك طعاما ولا شرابا وكنا نغير على دبابة معطلة كي نحصل منها على شيء نأكله أو نشربه. وأذكر عندما شوينا بصلا وأكلناه كان كأننا أكلنا خروفا فقد أعطاني طاقة كبيرة ونشاطا كبيرا. ونضب ماء الشرب فأصبحنا نخاف أن نتبول حتى نستطيع استخدامه في الشرب أو حتى كي نبلل شفاهنا بقطرات منه. ومع ذلك اتجهنا مع القائد إلى المجهول لأننا كما قلت تعاهدنا وأقسمنا على المصحف على الشهادة وكان ذلك ليلا وقبل المعركة الأخيرة بثلاثة أيام تقريبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى