مقال

نفحات إيمانية ومع أسعد بن زرارة الأنصارى ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع أسعد بن زرارة الأنصارى ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع أسعد بن زرارة الأنصارى، واجتمع حولهما عدد من الذين أسلموا، فرآهما سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير وهما يومئذ سيدا بني عبد الأشهل، ومن سادة الأوس أيضا، فقال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير، لا أبا لك انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارنا، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك, فهو ابن خالتي، ولا أجد عليه مقدما فأخذ أسيد بن حضير حربته، ثم أقبل إليهم، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير، هذا سيد قومك قد جاءك فاصدق الله فيه، قال مصعب إن يجلس أكلمه، فوقف عليهما متشمتا فقال ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟

 

اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كُفّ عنك ما تكره؟ فقال أنصفت، ثم ركز حربته، وجلس إليهما فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن، فقالا والله لقد عرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله، ثم قال ما أحسن هذا الكلام وأجمله كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين، قالا له تغتسل فتطهر، وتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، فقام واغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال لهما إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه، وسأرسله إليكما الآن، وهو سعد بن معاذ، ثم أخذ حربته، وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم.

 

فلما نظر إليه سعد مقبلا، قال أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم، فلما وقف على النادي، قال له سعد ما فعلت؟ قال كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسا وقد نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت، وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك فقام سعد مغضبا مبادرا، تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة، فأخذ الحربة من يده، ثم قال والله ما أراك أغنيت شيئا، ثم خرج إليها فلما رآهما سعد مطمئنين عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما، فوقف عليهما متشمتا، ثم قال لأسعد بن زرارة يا أبا أمامة والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني، أتغشانا في دارنا بما نكره وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير.

 

أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه من قومه، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان، فقال له مصعب أو تقعد فتسمع, فإن رضيت أمرا أو رغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره, قال سعد أنصفت، ثم ركز الحربة وجلس, فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن، قالا فعرفنا والله في وجهه الإسلام، قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهله، ثم قال لهما كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا تغتسل فتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصل ركعتين، وقال محمد بن إسحاق وتوفي في تلك الأشهر أي بعد الهجرة مباشرة، أبو أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يبنى أي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أخذته الزبحة أو الشهقة، رحمه الله ورضي عنه، وقال البغوي أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة .

 

وأنه أول ميت صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة، وهذا قول الأنصار، وأما المهاجرون فقالوا: أول من دفن به عثمان بن مظعون، وهكذا فكان عندما ذهب النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وبدأت الحياة تعتدل بعض الشيء، لكن الأحزان كانت هناك أيضا، فقد مات أبى أمامة أسعد بن زرارة، وعن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الميت أبو أمامة، ليهود ومنافقى العرب، يقولون لو كان نبيا لم يمت صاحبه، ولا أملك لنفسى ولا لصاحبى من الله شيئا” وكان من فضل بنى النجار الذى يعتدون به على قومهم أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو نقيبهم.

 

وقيل لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل بقباء نزل فى منزل هذا فى الليل، وكان يتحدث بالنهار مع أصحابه فى منزل سعد بن الربيع رضى الله عنهما إلى أن ارتحل إلى دار بنى النجار، ومات أبو أمامة أسعد بن زرارة، قبل غزوة بدر، وقد أخذته الذبحة، والمسجد يبني، فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات في تلك الأيام، وذلك في السنة الأولى من الهجرة، وكانت بدر سنة اثنتين من الهجرة في شهر رمضان‏، وقيل مات أسعد بن زرارة في شهر شوال على رأس ستة أشهر من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى