مقال

نفحات إيمانية ومع زياد بن لبيد بن ثعلبة ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع زياد بن لبيد بن ثعلبة ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع زياد بن لبيد بن ثعلبة، وعن عبد الرحمن الأفريقي عن زياد بن نعيم الحضرمي عن زياد بن الحارث الصدائي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام فأخبرت أنه قد بعث جيشا إلى قومي فأتيته فقلت له رد الجيش وأنا لك بإسلامهم وطاعتهم ففعل فكتبت إليهم فأتى وفد منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم وطاعتهم فقال ” ياأخا صداء إنك لمطاع في قومك ” قال بل الله قواهم وهداهم، وأحسن إليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفلا نؤمرك عليهم؟ ” قلت بلى، فكتبت لي بإمرتي عليهم وسألته من صدقاتهم ففعل وكتب لي بذلك، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره.

 

 

فنزل منزلا فأتاه أهل المنزل يشكون عاملهم وقالوا يأخذنا بما كان بيننا، وبين قومنا في الجاهلية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وفعل؟ ” قالوا نعم، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وأنا فيهم، فقال ” لا خير فى الإمارة لرجل مؤمن ” فوقع ذلك في نفسي ثم أتاه رجل فسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن ” قال فأعطني من الصدقات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تبارك وتعالى لم يرض في الصدقات بحكم نبي ولا غيره حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت منها أعطيتك حقك ” قال ثم إن نبي الله صلى الله عليه وسلم اعتشى في أول الليل.

 

فلزمته وجعل أصحابه ينقطعون حتى لم يبق معه منهم غيري فلما عاين أوان الصبح أمرني فأذنت ونزل فتبرز وتلاحق أصحابه ثم أقبل فقال ” معك ماء؟ ” قلت قليل لا يكفيك قال ” صبه في إناء ” ثم ائتني به فأتيته فوضع كفه فيه فإذا بين كل إصبعين من أصابعه عين تفور فقال ” ياأخا صداء لولا أن أستحي من ربي تبارك وتعالى لسقينا واستقينا ناد في أصحابى من أراد الماء ” فاغترف من أحب، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إلى الصلاة فأراد بلال أن يقيم فقال ” إن أخا صداء هو الذي أذن ومن أذن فهو يقيم ” فأقمت الصلاة فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته أتيته بصحيفة فقلت اعفني قال ” وما بدا لك؟

 

” قلت سمعتك تقول” لا خير في الإمارة لمؤمن” وقلت ” من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن ” وقد سألتك وأنا غني فقال ” هو ذاك فإن شئت فاقبل وإن شئت فدع ” قال ” فدلني على رجل ” قال فدللته على رجل من الوفد فقالوا له يارسول الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليه، وإذا كان الصيف فنى ماؤها فتفرقنا على ماء حولنا وإنا لا لانستطيع اليوم أن نتفرق وكل من حولنا عدو، فادع الله تبارك وتعالى أن يسعنا ماؤها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع حصيات وحركهن في يده وقال ” إذا أتيتموها فألقوا واحدة واحدة واذكروا اسم الله ” فما استطاعوا أن ينظروا من قعرها بعد.

 

وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج، لما قدمت كندة حجاجا قبل الهجرة عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه عليهم كما كان يعرضها على احياء العرب فدفعه بنو وليعة من بني عمرو بن معاوية ولم يقبلوه فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمهدت دعوته وجاءته وفود العرب جاءه وفد كندة فيهم الأشعث وبنو وليعة بنو وليعة فأسلموا فأطعمهم طعمة من صدقات حضرموت وكان عامله على حضرموت زياد بن لبيد البياضي الأنصاري، فدفعها زياد إليهم فأبوا اخذها وقالوا لا ظهر لنا فابعث بها إلى بلادنا على ظهر من عندك فأبى زياد وحدث بينه وبينهم شر كاد يكون حربا فرجع منهم قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب زياد إليه يشكوهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى