مقال

نفحات إيمانية ومع خزيمة بن ثابت الأنصاري “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع خزيمة بن ثابت الأنصاري “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع خزيمة بن ثابت الأنصاري، وقد شهد خزيمة مع الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه واقعة الجمل وصفين و لم يقتل فيهما، فلما قتل عمار بن ياسر بصفين قال خزيمة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” تقتل عمار الفئة البافية” ثم سل سيفه وقاتل حتى قتل، ويُروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد اشترى فرسا من أعرابي ولم يكن مع محمد صلى الله عليه وسلم، الثمن، فاصطحب الأعرابي معه ليعطيه الثمن وأسرع صلى الله عليه وسلم، السير وأبطأ الأعرابي فلقيه أناس عرضوا عليه في فرسه ثمنا أكبر من الذي اشترى به الرسول صلى الله عليه وسلم، الفرس فطمع الرجل في الزيادة ونادى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائلا، أتشتري هذا الفرس أم أبيعه لغيرك ؟

 

فقال محمد صلى الله عليه وسلم ” أو ليس قد ابتعته منك” فقال الأعرابي لا والله مابعته لك، فقال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” بلى قد ابتعته منك” فقال الأعرابي، هل من شاهد على ماتقول، ولم يكن هناك أحد شاهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حين اشترى الفرس، فسمع خزيمة بن ثابت رضي الله عنه كلام الأعرابي فقال، أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم،على خزيمة قائلا ” بِمّ تشهد ؟ ” فقال يا رسول الله أاصدقك في كل ماجئت به ثم أكذبك في هذه، إذن فقه الرجل واستنبط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لابد أن يكون صادقا وإن كذبناه في هذه فقد كذبناه في كل ماجاء به، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الاستنباط.

 

وقال مثل هذا لايجب أن يُمر عليه مرا بل لابد أن يكرم هذا الفهم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “من شهد له خزيمة فحسبه” أي جعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين، ولم يكن هذا التكريم بلا هدف بل كان له بعد آخر، فعندما أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن، فأمر زيد بن ثابت فجمعه، وقد كان زيد لايسجل الآية من القرآن الكريم الا أذا وجدها مكتوبة واثنين من الصحابة يحفظونها في صدورهم، فلم يبق إلا آيتي آواخر سورة التوبة وجدها مكتوبة ولكنها كانت محفوظة من صحابي واحد وليس من إثنين وهذا يبطل قاعدته التي كان يجمع بها القرآن الكريم، وقد وجد زيد الآية عند خزيمة بن ثابت فقط، فتذكر كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في خزيمة وهي قوله .

 

“من شهد له خزيمة فحسبه” فسجلت الآية بشهادة خزيمة، رضي الله عنه وأرضاه، ولهذا يلقب هذا الصحابي بذي الشهادتين، وعن عمارة بن خزيمة، عن أبيه خزيمة بن ثابت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن الاستطابة، فقال “ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع” وروى الزهري، عن ابن خزيمة، عن أبيه، أنه رأى فيما يرى النائم أنه سجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم، فاضطجع له النبي وقال: “صدق رؤياك”، فسجد على جبهة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتروي كتب الشيعة والله أعلم بهذا الكلام، أنه بعد حادثة السقيفة، كان خزيمة أحد الإثني عشر رجلا الذين قاموا ونصحوا أبا بكر الصديق بعد أن ارتقى المنبر في أول جمعة له في المسجد النبوي، وقيل أنه قال، يا أبا بكر.

 

ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري؟ قال، نعم، قال فأشهد بالله أني سمعت رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ،يقول” أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل، وهم الأئمة الذين يُقتدى بهم” وكما كان خزيمة ممن شهد تولية الرسول صلى الله عليه وسلم، لعلي في حادثة غدير خم، وعن الأصبغ قال، نشد علي الناس في الرحبة، من سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يوم غدير خُم ما قال إلا قام، ولا يقوم إلا من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول، فقام بضعة عشر رجلا فيهم خزيمة بن ثابت، فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” ألا أن الله عز وجل وليي وأنا ولي المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى