مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن زيد الأنصاري ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن زيد الأنصاري ” جزء 3″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع عبد الله بن زيد الأنصاري، فعن بلال بن رباح رضي الله عنه، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، يؤذنه بصلاة الفجر فقيل، هو نائم، فقال الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك، وقد شهد الصحابى عبد الله بن زيد بيعة العقبة الثانية في السبعين من الأنصار، وشهد بدرا وأحدا والخندق وباقي المشاهد، وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة الفتح، وكان عبد الله بن زيد يكتب بالعربيّة قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلا، وقد مات عبد الله بن زيد سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، بالمدينة المنورة، وهو ابن أربع وستين سنه، وصلى عليه الخليفة عثمان بن عفان، والصحيح أنه قتل بأحد.

 

ولما روى عن ابنته فقيل أنها دخلت على عمر بن عبد العزيز فقالت أنا ابنة عبد الله بن زيد شهد أبي بدرا وقتل بأحد، فقال عمر بن العزيز رضى الله عنه “إسألينى ما شئتى فأعطاها” وكان الصحابى عبد الله بن زيد بن عبد ربه أبو محمد الأنصاري الخزرجي كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمن أسلم من جرش، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وأعطى حظ الله وحظ الرسول صلى الله عليه وسلم، وفارق المشركين، فإنه آمن بذمة الله وذمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن رجع عن دينه فإن ذمة الله وذمة محمد رسوله صلى الله عليه وسلم، منه بريئة، ومن شهد له مسلم بإسلامه فإنه آمن بذمة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وإنه من المسلمين، وعن عبد الله بن زيد أنه تصدق بحائط له فأتى أبواه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنها كانت قيم وجوهنا، ولم يكن لنا شيء غيرها، فدعا صلى الله عليه وسلم، الصحابى عبد الله فسأله عن ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم “إن الله عز وجل” قد قبل صدقتك، ورد على أبويك، قال فتوارثاها بعد ذلك، وعن محمد بن عبد الله بن زيد أن أباه حدّثه، أن أباه شهد النبي صلى الله عليه وسلم، عند المنحر، ومعه رجل من الأنصار وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضحايا، فلم يصبه ولا صاحبه بشيء، فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأسه في ثوبه، فقسم منه على الرجال، وقلم أظافره فأعطاه وصاحبه.

 

قال فإنه عندنا مخضوب بالحناء والكتم، وحدث محمد بن عبد الله أيضا أن أباه كان يكنى أبا محمد، وكان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل، وقال محمد بن عمر رضى الله عنهما، وكان عبد الله بن زيد يكتب بالعربية قبل الإسلام، وكانت الكتابة في العرب قليلا، وقال عبد الله بن محمد بن زيد الأنصاري، أنه ليس في آبائه ثعلبة، وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث، وثعلبة بن عبد ربه أخو زيد وعمّ عبد الله، فأدخلوه في نسبه وهذا خطأ، وقد شهد الصحابى عبد الله بن زيد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة الفتح، وقال محمد بن عبد الله بن زيد توفي أبي عبد الله بن زيد بالمدينة المنورة سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة وهو ابن أربع وستين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان.

 

وهكذا كانت صحابة النبى الكريم الذين كتبوا الوحى والذين كتبوا للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد استخدم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أسلوبا جديدا من أساليب الدعوة إلى الله عز وجل، وهو مراسلة الملوك والأمراء ورؤساء القبائل لإبلاغهم دعوة الإسلام ودين الله، وفي ذلك حكمة نبوية ظاهرة، كما فيه كذلك فضيلة للصحابة الكرام رضوان الله عليهم، الذين حملوا تلك الكتب والرسائل قاطعين الصحراء والجبال، ليشاركوا في تبليغ دعوة الإسلام إلى الدنيا كلها، غير مبالين من أن يُقتلوا، وكان لهذا الأسلوب الجديد الأثر البارز في دخول بعض الملوك والأمراء في الإسلام، كما كشفت هذه الرسائل مواقف البغض من بعض هؤلاء الملوك والأمراء تجاه الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى