مقال

نفحات إيمانية ومع عوف بن عفراء ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع عوف بن عفراء ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يثني على أصحابه إظهارا لفضلهم وعلو قدرهم، فنجده صلى الله عليه وسلم، يعامل أصحابه معاملة تدل على حُبه لهم جميعا وكأنه صلى الله عليه وسلم، يخص كل صحابي بحب خاص يختلف عن باقي أصحابه، فنجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصف أصحابه بصفات تعزز من الألفة والتقارب بينه وبينهم، فيصف الزبير بن العوام رضى الله عنه بأنه، حواريه، فقال صلى الله عليه وسلم ” الزبير ابن عمتى وحوارى من أمتى ” رواه أحمد، أي أنه ناصري وخاصتي من أصحابي، ويصف أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما، بأنهما، وزيراه، فقال صلى الله عليه وسلم ” وأما وزيراى من أهل الأرض فأبو بكر وعمر” رواه الترمذي.

 

وجعل حذيفة رضى الله عنه، كاتم سره، ولقَّب صلى الله عليه وسلم، أبا عبيدة بأنه، أمين الأمة، فقال صلى الله عليه وسلم ” وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ” رواه البخاري، وقد روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه “أن رجلا على عهد النبى صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كَان اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جلده فى الشراب، فأتى به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم، اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” لا تلعنوه، والله ما علمت أنه يحب الله ورسوله” رواه البخاري، وكان النبى صلى الله عليه وسلم، يدافع عن أصحابه الكرام ومن ذلك أن ابن مسعود رضي الله عنه، كان يجتني سواكا من الأراك.

 

وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، أي تميله، فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مما تضحكون” قالوا يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم ” والذى نفسى بيده لهما أثقل فى الميزان من أحد ” رواه أحمد، ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم، يشارك أصحابه الكرام فى السراء والضراء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، لا يأكل دون إشراك أصحابه معه، ولما صُنع له طعام في يوم معركة الخندق نادى في أصحابه قائلا ” يا أهل الخندق، إن جابر قد صنع سورا، أى طعاما دعا الناس إليه، فحى أهلا بكم “أى هلموا مسرعين” رواه البخارى، ولقد شبّه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم المؤمنين في توادهم وتراحمهم بأنهم كالجسد الواحد، فما دلالة ذلك وأثره في خلق مجتمع قوي ومترابط؟

 

ومن هؤلاء الصحابة الكرام ألا وهو عوف بن الحارث المعروف بعوف بن عفراء وهو صحابي من الأنصار من بني غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبتين، وقد شهد غزوة بدر، فوقف هو وأخوه معوذ يومئذ في الصف بجنب عبد الرحمن بن عوف، حتى يدلهما على أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي، فدلهما عليه، فشدا معا عليه، فأصاباه، وقتلهما، ثم أجهز عليه عبد الله بن مسعود، وأما عن معوذ بن الحارث المعروف بمعوذ بن عفراء فهو صحابي من الأنصار من بني غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، وقد شهد بيعة العقبة الثانية وقد شهد غزوة بدر، فوقف هو وأخوه عوف يومئذ في الصف بجنب عبد الرحمن بن عوف حتى يدلهما على أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي، فدلهما عليه.

 

فشدا معا عليه، فأصاباه، وقتلهما، ثم أجهز عليه عبد الله بن مسعود، وأما عن عبد الرحمن بن عوف القرشى الزهري وهو أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو أحد الثمانية الذين سبقوا بالإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الرحمن، وكان عبد الرحمن تاجرا ثريا، وكان كريما، حيث تصدق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بنصف ماله والبالغ أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفا، واشترى خمسمائة فرس للجهاد، ثم اشترى خمسمائة راحلة، ولما حضرته الوفاة أوصى لكل رجل ممن بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار، وأوصى لكل امرأة من أمهات المؤمنين بمبلغ كبير، وأعتق بعض مماليكه، وكان ميراثه مالا جزيلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى