مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الرحمن بن الأشعث الكندي “جزء 1”

نفحات إيمانية ومع عبد الرحمن بن الأشعث الكندي “جزء 1”

بقلم/ محمــــد الدكــــــرورى

 

قائد عسكرى حارب الدولة الأموية وقام بثورة ضدها، وكان سبب ذلك هو سياسة الحجاج بن يوسف الثقفى المالية وإجبارهم على دفع الجزية، وأيضا هو حرمانهم من الأعطيات والأرزاق عند اشتراكهم في الفتوحات، وأيضا حرمانهم من المساواة وإحساسهم بالظلم، فكان هذا القائد هو عبد الرحمن بن محمد الكندي، وقد كان قائدا عسكريا أمويا من أهل الكوفة وأشرافها وصاحب أعنف الثورات ضد الدولة الأموية، وقد بدأ عبد الرحمن كأي قائد عسكري حليف لبني أمية وقد ضم عددا كبيرا من البلدان لصالح الدولة الأموية ولم تكن أسباب خروجه دينية على الإطلاق، وقد ولد عبد الرحمن بن الأشعث في الكوفة في بيت من أشرافها فأبوه هو محمد بن الأشعث.

 

وهو أحد وجوه كندة، وهو محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، والذى ولد في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ولاه زياد بن أبيه، والي العراق على طبرستان، وعندما تولي عبد الله بن الزبير الخلافة في الحجاز، ولاه أخاه مصعبا العراق، فانضم إليه ابن الأشعث في الحرب ضد المختار الثقفي، وقُتل في معركة الثني التي قُتل فيها المختار، أبوه الأشعث بن قيس، والذى كان صحابي وقد أسلم في عام الوفود، وقد قيل أن الأشعث بن قيس قد ارتد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إلى الإسلام، وهو من أمراء جيش الإمام علي بن أبي طالب، في وقعة صفين، ويعتبر عبد الرحمن بن الأشعث هو صاحب الحركة الوحيدة من حركات أهل العراق ضد الحكم الأموي.

 

ولكن أساسها لم يكن مذهبي، ولكن السبب الرئيسي لها هو الكراهية بينه وبين الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد بدأت هذه الحركة من إقليم سجستان، وكان أكثر الأقاليم إرهاقاً للحكم الأموي، وكان عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، قد بعثه الحجاج على سجستان، فثار هناك، وأقبل في جمع كبير، وقام معه علماء وصلحاء لله تعالى، لما انتهك الحجاج من إماتة وقت الصلاة، ولجوره وجبروته، فقاتله الحجاج ، وجرى بينهما عدة مصافات، وينتصر ابن الأشعث، ودام الحرب أشهرا، وقتل خلق من الفريقين، وفي نهاية الأمر انهزم جمع ابن الأشعث، وفر هو إلى الملك رتبيل ملتجئا إليه، فقال له علقمة بن عمرو، أخاف عليك، وكأني بكتاب الحجاج قد جاء إلى رتبيل يرغبه ويرهبه.

 

فإذا هو قد بعث بك أو قتلك، ولكن هاهنا خمس مائة مقاتل قد تبايعنا على أن ندخل مدينة نتحصن بها ونقاتل حتى نعطى أمانا أو نموت كراما، فأبى عليه، وأقام الخمس مائة حتى قدم عمارة بن تميم فقاتلوه حتى أمنهم ووفى لهم، ثم تتابعت كتب الحجاج بن يوسف، إلى رتبيل بطلب ابن الأشعث، فبعث به إليه على أن ترك له الحمل سبعة أعوام، وقيل إن ابن الأشعث أصابه السل فمات، فقطع رأسه، ونفذ إلى الحجاج ، وقيل إن الحجاج كتب إلى رتبيل إني قد بعثت إليك عمارة في ثلاثين ألفا يطلبون ابن الأشعث فأبى أن يسلمه، وكان مع ابن الأشعث عبيد بن أبي سبيع ، فأرسله إلى رتبيل، فخف على رتبيل واختص به، قال لابن الأشعث أخوه القاسم، لا آمن غدر رتبيل، فاقتله ويعني عبيد.

 

فهم به، ففهم ذلك وخاف، فوشي به إلى رتبيل وخوفه من غائلة الحجاج ، وهرب سرا إلى عمارة فاستعجل في ابن الأشعث ألف ألف درهم، فكتب بذلك عمارة إلى الحجاج فكتب أن أعط عبيدة ورتبيل ما طلبا، فاشترط أمورا فأعطيها وأرسل إلى ابن الأشعث وإلى ثلاثين من أهل بيته وقد هيأ لهم القيود والأغلال، فقيدهم وبعث بهم إلى عمارة، وسار بهم، فلما قرب ابن الأشعث من العراق ألقى نفسه من قصر خراب أنزلوه فوقه فهلك فقيل ألقى نفسه والحر معه الذي هو مقيد معه، والقيد في رجلي الاثنين فهلكا، وذلك في سنة أربع وثمانين من الهجره، وعبد الرحمن بن الأشعث كانت أمه هى السيده أم فروة بنت أبي قحافة، وهى أخت أبي بكر الصديق، وإنما تزوجها الأشعث في خلافة أبي بكر الصديق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى