مقال

نفحات إيمانية ومع التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع التفكر فى كتاب الله عز وجل، والمسلم وهو يقرأ كتاب ربه بتدبر وتأمل يجد فيه الحقوق الواجبة له والحقوق الواجبة عليه فيأخذ ويعطى، وإن في شهر رمضان كان نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم بدأ ينزل حسب الوقائع والأحداث ولقد كان جبريل عليه السلام يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان فيدارسه القرآن كل ليلة فاقترن القرآن بشهر الصبر والجهاد وشهر المغفرة والعتق من النار، فكم هو مؤسف أن يمر بالمسلم اليوم واليومان وربما أكثر وهو محروم من هذا القرآن علما وسلوكا وأجرا، وكم هو مؤسف حقا أن يكثر من القرآن في المأتم والأحزان وأن يقرأ على الأموات والله أنزله لمصلحة الأحياء.

 

ليحكم بين الناس وليهدى للتي هي أقوم وأفضل وأحسن، ويوم أن كانت أمتنا أمة القرآن تعتصم به وتتمسك بشريعته وتقيم حضاراتها على هديه رفعها الله تعالى إلى الذروة وكانت لها الرفعة والسؤدد والقوة والمنعة والسلطة وقمة المجد، وبمقدار ما تخلت عنه تخلى الله عنها وهذا مصداق خبر المعصوم صلى الله عليه وسلم عندما قال ” إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ” فاتقوا الله جميعا واقرؤوا كتاب ربكم وعلموه أولادكم وتدبروا في معانيه وادعموا حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم في كل مكان في أرض الله وساهموا في طباعته ونشره ففي الحديث الصحيح ” خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وليكن لكل مسلم ورد من القرآن الكريم كل يوم.

 

وليحرص على التبكير في المجيء للمسجد للصلاة وليقرأ ما كتب الله تعالى له، وليستفيد الإنسان من أي وقت ينتظر فيه ليقرأ من حفظه أو من مصحف قريب منه أو من جواله، فإن القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الكبرى في كل زمان فهو كلام الله عز جل، وهذا أعظم دليل على إعجاز القرآن، فمصدرية القرآن دليل على إعجازه فهو كلام الله الذي يصل فضله على كل الكلام كفضل الله على كل الخلق ولذلك تحدى الله به البشرية عامة وتحدى به المشركين خاصة وما زال التحدي قائما إلى يوم القيامة فعجز الإنس والجن مجتمعين ومتفرقين عن الإتيان بمثله، فقال الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة الإسراء ” قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ”

 

فإنه كلام الله عز وجل الذي لا تنقضي عجائبه، وقد تكفل الله تعالى بحفظه من التحريف والتبديل، فقال تعالى فى سورة الحجر ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، فمن علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم، ويقول الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة الطور ” أم يقولون تقولة بل لا يؤمنون، فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ”

 

فلما عجزوا عن الإتيان بقرآن مثله خفف الله التحدي إلى عشر سور فقط فقال تعالى فى سورة هود ” أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ” فعجزوا عن الإتيان بعشر سور مثله فخفف الله تعالى التحدي إلى أقل درجاته فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من مثل سور القرآن الجليل فعجزوا فقال الله تعالى فى سورة يونس” أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ” وقال تعالى فى سورة البقرة ” وإن كنتم فى ريب مما نزلنا فأتوا بسورة مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ” وقد سمع هذا التحدي من سمع القرآن وعرفه الخاص والعام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى