اخبار مصر

نفحات إيمانية ومع التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 6″

نفحات إيمانية ومع التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع التفكر فى كتاب الله عز وجل، وإن من إجلال الله تعالى هو إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وذلك لحديث أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط ” رواه أبو داود، وإن حامل القرآن يُعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويُوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيهما، وذلك لحديث أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه هل تعرفني؟

 

أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر، فَيُعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا وما فيهما، فيقولان يا رب أنّى لنا هذا؟ فيقال لهما بتعليم ولدكما القرآن ” رواه الطبرانى، وإن فى السنة الخامسة من البعثة النبوية المطهرة انطلق النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت الله الحرام ليصلى لله عز وجل على مرأى ومسمع من صناديد الشرك والكفر، فكانوا يكرهون ذلك حتى قال أبو جهل أيعفر محمد وجهه بين أظهرنا بمعنى أيسجد محمد لربه على مرأى ومسمع منا فى الكعبة، واللات والعزى إن أتى محمد ليصلى لأطأن عنقه.

 

أي لأضعن رجلي أو حذائي ووقف يصلى لله تعالى فلما سجد انطلق أبو جهل وهو يهيأ له أنه سيطأ عنق النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فلما اقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد إلى الخلف يجرى وهو يدفع بيديه وكأنه يرد عن وجهه شيئا فلما اقترب من المشركين قالوا له ماذا يا أبا الحكم؟ لماذا رجعت لماذا جريت بهذه الصورة المزرية؟ فقال أبو جهل إن بينى وبين محمد خندقا من نار وإنى أرى أجنحة، فلما أنتهى النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال قولته الجميلة ” والذي نفس محمد بيده لو دنا، أي لو اقترب منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا” وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم ليصلى لله جل جلاله والمشركون ينظرون إليه بتغيظ شديد.

 

ورفع الحبيب صوته بالتلاوة فقرأ سورة النجم كاملة، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يتلو، فليست التلاوة الآن لبشر عادى يتلو، ولكنه صلى الله عليه وسلم يتلو والمشركون يسمعون القرآن من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم السورة كاملة وقرأ في آخر السورة آيات جليلة تخشع لها الحجارة وتخشع لها الجبال والقلوب فقرأ قول الحق سبحانه وتعالى من سورة النجم ” أزفت الآزفه، ليس لها من دون الله كاشفه، أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون، وأنتم سامدون ” أي ترقصون وتطلبون وتزمرون ثم يقرأ ” فاسجدوا لله واعبدوا ” وخر النبي صلى الله عليه وسلم لله ساجدا لربه، فلم يتمالك أحد من المشركين نفسه فخر ساجدا لله” رواه البخاري.

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ” سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجم، أي بسورة النجم، وسجد معه المشركون والمسلمون والجن والأنس ” رواه البخاري، فعندما سجد النبي صلى الله عليه وسلم سجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس وهذا هو السر الذي جعل المهاجرون الأوائل الذين هاجروا من بطش المشركين فرارا من مكة إلى الحبشة، وهذا هو السر الذي جعلهم يرجعون من الحبشة بعد هجرتهم الأولى لما بلغهم الخبر بأن المشركين سجدوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وظنوا أنهم آمنوا بالله عز وجل فعادوا إلى مكة، ولكنهم عندما رفعوا رؤوسهم جميعا أنكروا ما فعلوه وما صنعوه ولكنه القرآن الذي صدع عناد الكفر في رؤوسهم، فسجدوا جميعا لله من جلال القرآن وروعته وعظمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى