مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن عبد الله بن سلول ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن عبد الله بن سلول ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

لقد كان رأى العلماء أنه لا بأس أن يسمى الإنسان على إسم أبيه وهو حي مثل عبد الله بن عبد الله سمى ولده عبد الله وهو عبد الله ولا حرج في ذلك أن يسمي الإنسان على إسم أبيه ومثلا يسمي عبد الله بن عبد الله، ويسمى محمد بن محمد، وهكذا ولا حرج، ولو كان حيا أيضا، وذلك خلافا لما يظنه العامة أنه لا يسمى عليه إلا إذا كان قد مات، ولا حرج يسمى وهو حي عبد الله بن عبد الله، وابن عمر بن الخطاب كذلك سمى عبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وسوف نتحدث فى هذا المقال عن عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، وهو صحابي من بني سالم بن عوف المشهور بالحُبلى لعظم بطنه من الخزرج.

 

وهو ابن عبد الله بن أبي بن سلول سيد الخزرج قبل الإسلام، وزعيم المنافقين في زمن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان اسم عبد الله بن عبد الله، هو الحُباب، وقد غيّره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله، وقد شهد عبد الله بن عبد الله، مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، ثم شهد حروب الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استشهد في معركة اليمامة، ومعنى كلمة المشاهد كلها، فهى غزوات العصر النبوي الشريف أو كما أطلق عليها المؤرخون غزوات النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهى بدأت مع ظهور الدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب وهى المدينة المنورة.

 

وتأسيسه الدولة الإسلامية فيها، وفي ذلك الوقت شُرع للمسلمين الجهاد ، حيث أن هذه الغزوات ومع اختلاف أسبابها جاءت بالتوافق مع مبدأ الحرب الدينية هو ما يطلق عليه الجهاد، ومن ناحية أخرى فكان بعض المهاجرين يريد تعويض خسائره حيث تركوا كل ما كانوا يملكون في مكة وقت فرارهم من تعذيب الكفار في مكة، وكانت قوافل المكيين التجارية إلى بلاد الشام وفلسطين تمر بالقرب من المدينة المنورة، فعندما كان المسلمون يعيشون في مكة كانوا يتعرضون للتنكيل والتعذيب من كفار قريش بسبب إيمانهم واعتقادهم، واستمر هذا لمدة ثلاثة عشر عاما منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، تعرض فيه المسلمون إلى شتى أنواع التعذيب والظلم.

 

فكان المسلمون يتعرضون للتعذيب والحرق والإغراق والقتل أحيانا، وعلى الجانب الاقتصادي كان الظلم عن طريق مصادرة المال دون وجه حق واغتصابه بالقوة، والطرد من الديار، هذا بخلاف ظلم النفس بالسب والقذف وتشويه السمعة، وسلب الحرية بالحبس والعزل عن المجتمع، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم، للمؤمنين بالهجرة أولا إلى الحبشة حيث كان يحكم فيها ملك مسيحي عادل، وقد سمح للمسلمين اللجوء إلى بلاده، فعاش المسلمون الأوائل في بلاده في أمان، وبعد ذلك وإزاء هذه الظروف والابتلاءات في مكة أذن الله تعالى، لأتباع النبى صلى الله عليه وسلم، الهجرة إلى المدينة المنورة، فلم يكن أمام المسلمون آنذاك إلا أصعب الحلول ألا وهو ترك الأهل والديار.

 

والبحث عن وطن جديد يؤويهم، وقد يكون أقرب وصف لوضع المسلمون حينئذ هو اللاجئون بلغة عصرنا هذا، وكان بدء خروجهم إلى يثرب، وهو الاسم السابق للمدينة المنورة قبل الهجرة، في مطلع السنة الثالثة عشرة للبعثه النبويه الشريفه، إلا أن هروب المسلمون لم يعجب قريش التي لم تكف أذاها وأبت أن تترك المسلمون في سلام، فأخذت تطاردهم حتى قتلت من قتلت ومنعت البعض من أخذ أموالهم وممتلكاتهم وعملت على تضييق الخناق عليهم بشكل عام ولذلك كان خروج المسلمون من مكة يتم في الليل وفي تخفي خشية من قريش حتى لا تمنعهم من الهجرة، وليسلموا من أذاها حقنا لدمائهم وحتى يتمكنوا من إقامة شعائر دينهم والحياة في سلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى