مقال

نفحات إيمانية ومع معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع معاذ بن جبل الأنصاري، وعن عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل، قال لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوصيه، ومعاذ بن جبل راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال صلى الله عليه وسلم “يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري” فبكى معاذ بن جبل خشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال صلى الله عليه وسلم “إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا” وعن الشعبي قال حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال، قال ابن مسعود، إن معاذ بن جبل رضى الله عنه، كان أمة قانتا لله حنيفا.

 

فقيل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا، فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت فقلت، الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول صلى الله عليه وسلم، وكان معاذ بن جبل، يعلم الناس الخير وكان مطيعا لله عز وجل ورسوله، وعن شهر بن حوشب قال، كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل، نظروا إليه هيبة له، وعن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال” إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن الكريم، حتى يقرأه المؤمن والمنافق، والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه.

 

حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورا، قالوا وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون” وعن عبد الله بن سلمة قال، قال رجل لمعاذ بن جبل رضى الله عنه، علمني، قال وهل أنت مطيعي، قال إني على طاعتك لحريص، قال له معاذ ” صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم” وعن معاوية بن قرة قال، قال معاذ بن جبل رضى الله عنه لابنه.

 

” يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدا، واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين، حسنة قدمها وحسنة أخرها” وعن أبي إدريس الخولاني قال، قال معاذ بن جبل رضى الله عنه ” إنك تجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات ” راوى الحديثين الإمام أحمد، وعن محمد بن سيرين قال، أتى رجل معاذ بن جبل رضى الله عنه، ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفظت إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت.

 

وعن الأسود بن هلال قال، كنا نمشي مع معاذ بن جبل فقال، اجلسوا بنا نؤمن ساعة، وعن أشعث بن سليم قال، سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال” ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام، وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد” وإن من فضائل معاذ بن جبل رضى الله عنه، أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يستشيره كثيرا وكان يقول فى بعض المواطن التى كان يستعين فيها برأى معاذ بن جبل وفقهه ” لولا معاذ لهلك عمر ” وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه دائب الدعوة الى العلم والى ذكر الله تعالى، فقد كان يقول ” احذروا زيغ الحكيم، واعرفوا الحق بالحق، فإن للحق نورا “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى