مقال

القلوب المجروحه …….

القلوب المجروحه

 

بقلم/السيد شحاتة

 

بداية الإنسان في حياته عبارة عن كتلة من المشاعر تجعله يشعر بجميع الأحاسيس المختلفة التي يمر بها عبر عمره

 

ولعل الشعور بجرح القلب من أقوي تلك الأحاسيس التي تمر به وقد تفقده توازنه النفسي

 

ولاشك أن كل مجروح يحاول التعبير عن تلك الجراح العميقة التي حلت به بأي وسيلة ويختلف مدي قوة الجرح وشدتة علي النفس ممن تسبب فيه حيث تختلف مابين قريب وبعيد حبيب وصديق

 

إننا نتعرض للجرح من أقرب الناس إلينا فتنكسى قلوبنا ثم نبكي ونتوجع فنتحسر حيث حجم الألم كبير والمعاناة ليس لها حدود

 

فالجراح التي تسببوا فيها كبيرة بمقدار حبنا وتعلقنا بهم بل إن الجرح يساوي مكانتهم لدينا وهم لا يدرون ماذا فعلوا بهذا القلب المكلوم

 

إن تلك القلوب المجروحة والتي لايدرك مدي قسوتها الا أصحابها عندما تسترجع مع نفسها ما قدمته لغيرها من خير وفداء بالنفس والروح

وتري قدر الطعنات التي وجهت لها ماهو الا تجديدا لأواجاعهم وإستعادة لحظات كانت تشعرهم بالسعادة

 

حتي أصبحت ذكري مؤلمة تؤرق راحتهم بل وتسجنهم خلف قضبان الشوق والحنين فتزيد من أوجاعهم وآهاتهم المكنونة بين ثنايا أرواحهم المعذبة وأفئدتهم المكسورة

 

إنها قلوب غدر بهم من أحببتهم ونالت من قلوبهم نيران الغدر الذي فرقتهم وجعلت الحزن مسكنا لهم

 

فقد آتتهم الطعنات من أقرب الناس لهم وإرتشفوا من قسوة الأهل مرارة الخذلان وإنتزع منهم الأمان والاستقرار

 

فأصبحوا يتخبطون بين دروب اليأس والوجدان

إنها قلوب مجروحة مملوءة بالإحساس بالقهر والقتل بإختلاف من قتلوها بين سلاح الفراق وسلاح الخيانة كلها أودت بأحلامهم إلي الهلاك فأرهقت مشاعرهم وقتلت إحساسهم

 

وهناك أيضا جراحا أشد علي النفس عندما تجلس مع نفسك فلاتجدها عندما يتغير من حولك فجأة وبلا مقدمات تؤهلك نفسيا لقبول ذلك

 

عندما تطرح علي نفسك أسئلة ولاتملك القدرة للإجابة عليها عندما تصافحهم بأسئلتك عما فعلوه فيصفعونك بردودهم الباهتة

 

عندما تخسر أشياءا لم يكن في حسبانك خسرانها بل وتفتح عينيك علي واقع لاتريدة عندما تشعر بالظلم وتعجز عن الإنتصار لنفسك

 

كلها جروحا بالقلب مازالت تنزف دماءا حتي تعفنت من كثرتها جراح ابكت أصحابها حتي جفت الدموع لكي الله أيتها القلوب الجريحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى