مقال

نفحات إيمانية ومع القعقاع بن عمرو ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع القعقاع بن عمرو ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

هو رجل ممن ذكرهم الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم حينما قال ” ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ” وقد قال عنه الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله عنه ” لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل” وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص ” أى فارس أيام القادسية كان أفرس؟ وأى رجل كان أرجل؟ وأى راكب كان أثبت؟ فكتب إليه سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه قائلا ” لم أرى فارسا مثل القعقاع بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة، ويقتل في كل حملة كميا” فهو بطل من أبطال القادسية وما أدراكم ما القادسية فهى من معارك الإسلام الخالدة، ومعركة من المعارك الحاسمة في تاريخ العالم، فهى التى انفتحت على آثارها أبواب العراق وما وراء العراق من بلاد فارس.

 

وفي القادسية كسر المسلمون شوكة المجوس كسرا لم ينجبر بعدها أبدا، وبعدها انساح دين الإسلام في العالم شرقا وغربا، فهذا هو القعقاع القائد الذي يفرض قيادته بسلوكه، وحسن تصرفه، وحرصه على الإبقاء على معنويات الجنود عالية، تطاول عنان السماء، فهو القعقاع بن عمرو بن مالك التميمى فارس وقائد مسلم، وبطل عربى مشهور، شهد حروب الردة والفتوحات الإسلامية وله بلاء عظيم في معركة القادسية واليرموك وغيرهما من معارك المسلمين، وقد ظهرت ملامح شخصيته بوضوح شديد فى الفتوحات فقد كان شجاعا مقداما ثابتا فى أرض المعارك وبجوار شجاعته وشدة بأسه على الأعداء كان شديد الذكاء وذا حنكة عسكرية في إدارة المعارك.

 

وظهر ذلك في معركة القادسية، ولا يختلف المؤرخون على فروسيته وبطولاته ولكن اختلف فى كونه صحابي أو لا، ولكن ثبت أنه البطل المشهور، ولم تثبت صحبته من طريق صحيحة، وقد روى عنه رضى الله عنه أنه قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أعددت للجهاد؟ قلت طاعة الله ورسوله، والخيل، قال صلى الله عليه وسلم تلك الغاية” وكما روى عنه رضى الله عنه أنه قال ” شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلينا الظهر جاء رجل حتى قام في المسجد، فأخبر بعضهم أن الأنصار قد أجمعوا، أن يولوا سعد ابن عبادة، ويتركوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستوحش المهاجرون ذلك” رواه ابن السكن.

 

وكما قال الحافظ ابن حجر وكلا هاتين الروايتين في إسنادها سيف بن عمر الضبي التميمي، وهو في ميزان المحدثين من الضعفاء، بل قال أبو داود ليس بشيء، وقال ابن عدى عامة حديثه منكر، وقال أبو حاتم أنه حديث متروك، وقال ابن حبان أنه يروى الموضوعات عن الأثبات، لذلك قال ابن أبي حاتم ” قعقاع بن عمرو قال شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف بن عمر عن عمرو بن تمام، عن أبيه عنه، وسيف متروك الحديث، فبطل الحديث، وإنما كتبنا ذكر ذلك للمعرفة” ولقد كان القعقاع جنديا شجاعا، يقدم على الجهاد دون تردد وانتقل من الجندية إلى القيادة، فعرف حكمة القائد وحزمه، لا يتردد فى قرار أبدا.

 

وقد أجمع المسلمون على أن الجيش الذي فيه القعقاع لا يهزم أبدا، وقد زكاه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه عندما قال عنه لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل، لم يجمع مالا من غزو ولا دابة، وغنما عاش حياته على الكفاف، على الرغم من مصادر المال التى توافرت له في فتوحاته وغنائمه، وفى السنة التاسعة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد غزوة تبوك توافدت القبائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم بشر بن أبي سفيان رضي الله عنه عاملا على صدقات بني كعب وهم من قبيلة خزاعة، فكان أن صادف ذلك مجيء بني عمرو بن تميم بالقرب منهم فجمعت خزاعة مواشيها للصدقة فاستنكر ذلك بنو تميم ورفضوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى