مقال

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 6″

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع الإيمان وصفات المتقين، فالواجب على أهل الإسلام أن يتدبروا كتاب الله ويتعقلوه، وهو القرآن الكريم، ويتعلموا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستقيموا عليهما، ففي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بيان الأوامر والنواهي التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها بيان الأخلاق التي مدحها سبحانه وأثنى عليها من أخلاق المؤمنين وأخلاق المؤمنات وصفاتهم وأعمالهم، ومن تدبر كتاب الله وتعقله وجد ذلك، ومن تدبر السنة وهي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاديثه، من تدبرها وجد ذلك وعرف ذلك، وأيضا من الصفات الحميده المرجوه هو أداء الأمانة، والوفاء بالعهود، فقال تعالى “والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون”

 

والأمانة هي كل حق وجب على الإنسان حفظه وأداؤه لأهله، فعبادة الله تعالى أمانة، والحكم أمانة، والوظيفة أمانة، والحقوق الزوجية أمانة، وتربية الأولاد أمانة، ورد الوديعة أمانة، والبيع والشراء أمانة، والأسرار التي يطلب كتمانها أمانة، والعلم أمانة، وإيصال الرسائل إلى أهلها كما هي عليه أمانة، وقد قال تعالى فى سورة النساء “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا” وإن العهود هى حقوق يجب الوفاء بها، وأعظمها العهد مع الله تعالى، فقد قال تعالى فى سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” وإن خلف العهود علامة من علامات النفاق، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم.

 

“أربع من كن فيه كان منافقًا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر” ويقرب من العهود الوعود التي قطعها الإنسان على نفسه، فمن الإيمان ومن الكرم الوفاء بها لأهلها، فقال تعالى في صفة نبيه إسماعيل عليه السلام كما جاء فى سورة مريم ” واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا” وإن كثرة إخلاف الوعود من صفات المنافقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان” فإن هذه الصفات الصالحة التي ذكرها الله تعالى في هذه الآيات الكريمات كانت للمؤمنين من أسباب فلاحهم ودخولهم الجنة.

 

فلذلك ذكر الله تعالى الجزاء الطيب لأهلها عقبها فقال تعالى ” أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هما فيها خالدون” فذكر الله تعالى استحقاقهم للفردوس بلفظ الوراثة التي هي من أعظم أسباب استحقاق المال، والفردوس أوسط الجنة وأعلاها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن” فنعمت الكرامة، ونعمت الجائزة الطيبة على هذه الأعمال الصالحة، فيا من كان بعيدا عن الصلاة الخاشعة اقرب وادنوا منها وحافظ عليها وعلى خشوعها، تنال الفردوس، ويا من شغل نفسه بما لا يعنيه، وسلط لسانه فيما لا ينفعه ولا يرضيه عند لقاء حسابه، احفظ لسانك، واحفظ قولك وفعلك تنال الفردوس.

 

ويا من لم يزكى نفسه، وقصّر في زكاة ماله زكى نفسك ومالك تنال الفردوس، ويا من صرف شهوته الجنسية فيما حرم الله عليه توب إلى الله وارجع إليه، واكتفى بالحلال ففيه غنية للمؤمنين تنال الفردوس، ويا من قصر في أداء الأمانات، وخان العهود والوعود والمواثيق، فاوفى بالعهود والوعود، وأدّى الأمانة للعابد والمعبود تنال الفردوس، فإذا فعلت ذلك نلت الفلاح والنجاح، وحزت السعادة في دنياك وأخراك، وقد أخبر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أن الناس لن يعطوا الاستقامة حقها فقال “استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن” رواه ابن ماجة، وقد تنوعت أقوال سلف هذه الأمة في تعريفها، وما المراد منها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى