مقال

نفحات إيمانية ومع الإحتفالات بعيد رأس السنة ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع الإحتفالات بعيد رأس السنة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الإحتفالات بعيد رأس السنة، ولقد انتشر هذا المنكر الشنيع بين المسلمين وانشغلوا به انشغالا كبيرا، واهتمّوا به وتهيّؤوا له، واتخذوا مناسبته عطلة وعيدا لهم وذلك بسبب ضعف الإيمان في قلوبهم، وتقليد الغرب واتباع سيرتهم ونهجهم في كل ما يفعلونه، وبسبب الانبهار والإعجاب بحضارة الغرب المادية الزائفة والانخداع ببريقها المخدر، وبسبب الغزو الفكري والثقافي والترويج الإعلامي المسموع والمقروء والمرئي الذي يحرض على هذه الضلالات، ويلفت إليها أنظار الناس وأسماعهم، ويحرك قلوبهم لها، ويثير أهواءهم للاستعداد لها، فما أن تقترب هذه المناسبة حتى ترى المسلمين يستعدون لها وكأنها من أصول الإسلام.

 

بل منهم من يعتبرها أهم وأولى من الأعياد والمناسبات الدينية والأحداث التاريخية الإسلامية، فجعلوها معيارا يسير عليه التاريخ، بدل اعتماد التاريخ الهجري الذي يجعل المسلمين مرتبطين بأصولهم، ومطلعين على تاريخهم المملوء بالأمجاد والبطولات والمفاخر، وسبب ذلك أن الناس أصيبوا بخلل في معارفهم الدينية ونقص في زادهم الإيماني، حتى أصبحوا لا يفرقون بين ما هو حلال وبين ما هو حرام، ولا بين ما هو أصيل ولا ما هو دخيل، وإن الله سبحانه وتعالى هدانا صراطا مستقيما، وهو صراط الصفوة الأخيار من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وجاءت شريعة الإسلام لتقيم لنا هديا مخالفا لهدي الكفار من أهل الكتاب وغيرهم.

 

فشريعتنا متبوعة لا تابعة، وناسخة لا منسوخة، والمسلم الذي يصلي لربه سبحانه وتعالى يدعوه في كل ركعة أن يدله ويثَبته على هذا الصراط، وفي نفس الوقت يشارك الغرب في احتفالاتهم وعاداتهم، ويكون صنيعه هذا منافيا لما قررته الآية الكريمة من سورة الفاتحة، ويكون متناقضا مع قوله وفعله، وكاذبا في ادعائه، وفيه نفاق وخلل في التصور، فهو يصلي ويصوم، ولكن إذا حل رأس السنة الميلادية تبع الغرب وفرح معهم وأقبل عليهم بالوجه الذي يرضيهم، وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “إن شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ” رواه البخاري ومسلم، وإن الله سبحانه وتعالى نهانا أن نميل ونركن إلى الذين ظلموا وحادوا عن سبيله.

 

ونشاركَهم في ضلالهم وفجورهم، حتى لا يصيبنا ما يصيبهم، فقال الله عز وجل فى سورة هود ” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون” وإذا اقترب رأس السنة الميلادية ترى الناس يستعدون لها باقتناء الهدايا والمأكولات والمشروبات الحلال والحرام والملابس ولعب الأطفال، فيزدحمون أمام أبواب المتاجر وعلى الحلاقين ومحلات التصوير، أما إذا حلت الليلة الموعودة سهروا إلى وقت متأخر من الليل في الفنادق والبارات، وفي الشوارع والبيوت على الخمر والرقص والرجس والغناء، ومع البغايا على الزنا والمنكر، وهذه أمور محرّمة دائما، وتزداد حرمة ونكارة وشناعة حين تقترف تقليدا للغرب.

 

وعامة الناس إلا ما رحم الله تعالى يحيون هذه الليلة بتناول الحلويات وتبادل الهدايا والتهاني والتبريكات وإقامة الحفلات وتزيين الدور والمحلات بالأضواء الكهربائية والصور وكلمات التحية المكتوبة المحبوبة، فترى في هذه الليلة المسهورة المسعورة المنكرات والفواحش والفواجع، ترى الخمر يباع ويُشرب علانية، وترى الزناة مفضوحين، وتسمع المعربدين يصيحون كالكلاب، يقلقون الناس ويسبّون ويشتمون، ويتلفظون بالكلام الساقط الهابط، وترى القبلات والعناقات، وتسمع الموسيقى الصاخبة المائعة التي تؤرّق العيون الهاجعة وتؤذي أصحاب القلوب الخاشعة، وترى الشر أينما وليت بوجهك، ترى الناس يختمون سنتهم الميلادية المنقضية بالشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى