مقال

نفحات إيمانية ومع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 3”

نفحات إيمانية ومع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع المهلب بن أبى صفره الأزدي، وفي الشرق بهضبة استجورت، واليوم خوارزم أجزاؤها تنتمي إلى أوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان، وقد افتتح المهلب جرجان وطبرستان وأما عن جرجان أو كركان وكانت قديما تسمى أستراباذ أو أستراباد إحدى المدن الشهيرة في إيران، وتقع في شمالي إيران حاليا، وكانت جرجان مركز منطقة استرآباد، وإليها ينتسب الشريف الجرجاني والميرداماد الحسيني الفيلسوف والمير فندرسكي واللغوي النحوي علي الفصيحي وكذلك الأمين الأسترابادي، والمؤرخ حمزة السهمي صاحب كتاب تاريخ جرجان، وقد ذكر السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ان المسلمين سيطروا على هذه المدينة في زمن الخليفه سليمان بن عبد الملك.

 

وقد كانت لغة أهل المدينة هي مازندرانية، والفارسيه، وأما عن طبرستان فهو إقليم عرفه العرب والفرس والترك باسمه منذ القرون القديمة، وهو يقع في شمال دولة إيران وفي جنوب غرب دولة تركمانستان اليوم ويمتد في معظمه على الساحل الجنوبي لبحر قزوين عبر سلسلة جبال ضخمة أعطته هيبة عند قدماء العرب كما يصفه ياقوت الحموي في معجم البلدان، وتسمى هذه السلسلة الآن سلسلة جبال ألبروز، وهي تمتد عبر أقاليم مازندران وكلستان وشمال سمنان، وكان يُسمي الفرس حاكم إقليم طبرستان بالأصبهبذ، وتعني كلمة ستان بالفارسية أى كلمة بلاد، وأما كلمة طبر، فهي كلمة فارسية تعني الفأس أو ما يُقطع به الحطب، وذلك حسب لغة القدماء.

 

ولذا فطبرستان تعني بلاد الطبر، أو بلاد الفأس، أو ما إلى ذلك، وتروى قصة عن أصل هذا الاسم أنه في القديم كان يوجد عدد كبير من المجرمين، والجناة في أحد جيوش الفرس وقد حُكم عليهم بالقتل، فتحير الملك وتهرب من قتلهم فقال اطلبوا لي موضعا أحبسهم فيه، أي جدوا لي مكانا أسجنهم فيه، فبحثوا عن منطقة مهجورة غير معمورة مناسبة حتى وصلوا جبال طبرستان والتي كانت غير مأهولة آنذاك، فأخبروا الملك عنها واقتادوا السجناء إليها، ثم بعد عام من ذلك أرسل الملك من يأتي له بأخبارهم، فجاء إليهم الرسول وقال لهم ما تشتهون؟ وبما أن الجبل كان كثير الأشجار فقد قالوا، طبره طبره، أي أطبار بالجمع، لأنهم أرادوا فؤوسا يقطعون بها الأشجار لكي يبنوا منها بيوتا لهم.

 

ومن هنا جاء الاسم، ويقال أيضا أن أهل تلك البلاد يُقاتلون بالأطبار فمن ذلك جاء الاسم، وقد عرف أهل طبرستان هذه البلاد أيضا منذ القرون الهجرية الأولى بمازندران، مع أن ياقوت الحموي يقول في كتابه معجم البلدان، أنه اسم غير مألوف لم يسمع به في كتب القدماء، بالنسبة لعصره، وأنه لم يسمع إلا من أهل طبرستان أنفسهم، واليوم تسمى المحافظة التي تشغر إقليم طبرستان القديم بمازندران، وكان بذلك فرضت سيطرة الدولة الأموية على أراض كثيرة فيما وراء النهر، وكان لها أكبر الأثر في إثراء الحضارة الإسلامية، وقد برز في تلك المناطق علماء ومفكرون أمثال الخوارزمي والبخاري، وأما عن المهلب، فينتسب المهلب بن أبي صفرة إلى قبيلة أزد عمان.

 

والأزد هي قبيلة عربية من كبرى قبائل العرب وهى تنتمي إلى نابت، وكان موطنهم الأصلي هو غرب شبه الجزيرة العربية، وقد قسمهم بعض المؤرخين من حيث المساكن إلى أربعة أقسام، وهم أزد شنوءة، وأزد السراة، وأزد غسان وأزد عمان، وتفرع من الأزد قبائل كثيرة زادت على ست وعشرين قبيلة كبيرة، وأما عن أبو سعيد المهلب بن أبي صفرة فقد اختلفت الأقوال في صحبة والده، للنبي صلى الله عليه وسلم، فقيل أنه أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وفد عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم، أن يغيَّر اسمه ظالم إلى أبي صفرة، وذكر الواقدي أن قومه ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فهُزموا في حرب الردة ووقعوا في الأسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى