مقال

كيف نصنع منحرفة……

كيف نصنع منحرفة

بقلم عبير مدين

في لقاء صدفة معها قالت بالدموع واحساسي أن دموع قلبها أشد حرارة أنها تزوجت بمجرد إتمام دراستها الجامعية شابا قررت أن تكون شريكا في رحلة كفاحه، كانت حياتها سعيده أثمرت عن طفلة جميلة ظنت الزوجة التي كانت تسكن هي وزوجها شقة في بيت عائلة زوجها أن هذا العش الصغير هو الجنة.
لكن دوام الحال مات الزوج فجأة تاركا زوجته في ريعان شبابها تواجه المجهول، والحقيقة أن حماها كان رجلا حنونا وديمقراطي فقد وضع أمامها عدة خيارات إن أرادت الزواج مرة أخرى فعليها التنازل عن حضانة طفلتها الرضيعة و التخلي عن رؤيتها نهائيا أو أن تتزوج واحد من أشقاء زوجها المتزوجين معها في بيت العائلة هذا وطبعا هذا الزواج إن لم يكن صوريا فهو سوف يكون مصدرا لمشاكل هي في غنى عنها علاوة أما الخيار الاخير الذي عرضه هذا الرجل الكريم أن تبقى بلا زواج مقابل الاحتفاظ بالشقة و وضع وديعة لطفلتها بما يوازي نصيبها في ميراث أبيها من والده تستحق بعد أن تبلغ سن الرشد.
ولأن السيدة مقطوعة من شجرة كما نقول في لغتنا الدارجة فلا مأوى لها ولا عائل بعد الله وزوجها اختارت أن تعيش تربي ابنتها الوحيدة بمعاش زوجها الزهيد سجينة هذا العش الذي تحول في لحظات الي حفرة من حفر الجحيم يشتعل ليلا حين تجد نفسها وحيدة في الفراش تفتقد دقائق عاشتها في أحضان رجل، حتى باب الزواج العرفي كان مغلقا فهي بحكم العادات والتقاليد البالية المفروضة على الأرملة والمطلقة ممنوعه من الخروج من البيت.
البعض قد يظن أن العلاقة الجنسية مجرد متعة وقتية فقط لكنها من الناحية الطبية تقي الطرفين امراض عديدة،
بعض الذئاب من يرتدي ملابس الملائكة والقديسين في العلن ويستخدم العالم الأزرق لنهش لحوم النساء حاول الإيقاع بها لكن خوفها من الله ومن السقوط في فخ الابتزاز أو الفضيحة جعلها تقاوم اي إغراء.
لكن هذا دفعها للسقوط ضحية المرض النفسي فوجدت في إقامة علاقة مع من تتقاسم معها نفس الظروف شيء من الأمان فلن تفضح أحدهما الأخرى.
العجيب أنني كتبت قصة مشابهة بعنوان آهات محرمة و امتنعت عن نشرها ظنا مني أنها خيالية لكن الواقع يبدو اغرب من الخيال.
بعض من عادات وتقاليد المجتمع بيئة خصبة لصناعة منحرفة هذا المجتمع الذي يسلب المرأة حقها ثم يتسائل في دهشة كيف تحولت القارورة إلي متمردة شرسة!
متى نكف عن فرض وصايتنا على الآخرين متى نستبيح لأنفسنا ما نحرمه على غيرنا ونحرم ما أحل الله لنا؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى