مقال

نفحات إيمانية ومع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 5″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، وعن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير رضى الله عنه يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأومأ النعمان بإصبعيه إلى أذنيه “إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشتبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه، ومن وقع في المشتبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه، ألا إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه” وعن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر” وعن النعمان بن بشير.

 

قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فقال “سوُّوا صفوفكم ولا تختلفوا فيخالف الله عز وجل بينكم يوم القيامة” فلقد رأيتنا وإن الرجل منا ليلتمس بمنكبه منكب أخيه وبركبته ركبة أخيه وبقدمه قدم أخيه، عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير رضى الله عنه، يقول ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه، فهذا هو الصحابى الجليل النعمان بن البشير فهو اول من ولد للانصار بعد الاسلام، و حين ولد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أمه بانه سيعيش حميدا و يقتل شهيدا و يدخل الجنة، وهو أول من بايع أبو الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه من الصحابة الأنصار يوم السقيفة.

 

وكان النعمان بن بشير رضي الله عنه قد شهد بيعة العقبة و بدرا و أحدا والخندق، ثم كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم في جيش القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه فاستشهد يوم عين التمر، واما امه فهي عمرة بنت رواحة شقيقة عبد الله بن رواحة، و قد ولد الصحابي الجليل النعمان بن البشير بعد اربعة عشر شهرا من الهجرة، واخذته امه الى المصطفى صلى الله عليه و سلم فبشرها بأنه سيعيش حميدا و يُقتل شهيدا ويدخل الجنة، وكانت عمرة بنت رواحة، وهى سيدة جليلة من سيدات نساء المسلمين، وصحابية من صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المرأة آثرت رضا الله على رضا غيره، وملأت قلبها من محبته حتى أصبحت لا تقوم بأي عمل حتى ترى أن هذا العمل.

 

يوافق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه المرأة هي زوجة صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشير بن سعد رضي الله عنه، فيا ترى ما قصة هذه الزوجة؟ وما شانها؟ وكيف برهنت على التزامها بشرع الله عز وجل؟ فقد روى الإمام البخاري ومسلم، أن بشير بن سعد تزوجها وكان عنده أولاد من زوجة أخرى وأنجب منها ولدا سماه النعمان بن بشير رضي الله عنهما، وأراد بشير أن يجامل الزوجة الجديدة فأراد أن يكتب لابنها النعمان حديقة دون غيره، فماذا حدث؟ هل وافقت هذه المرأة على هذا الأمر؟ وهل فرحت لأن ابنها فضله أبوه على غيره؟ وهل طلبت من زوجها ان يزيده أكثر من ذلك؟ لا وألف لا، لأن هذه المرأة كانت تخاف الله سبحانه وتعالى.

 

لأن هذه المرأة كانت لا ترضى أن تأكل الحرام، ولا ترضى لولدها أن يأكل مال غيره، ولا ترضى لزوجها أن يقع في الحرام، فهكذا كانت الزوجة في ذلك الزمان تحافظ على أسرتها وزجها وأولادها من الحرام، ولقد كانت الزوجة في ذلك الزمان توصي زوجها في الصباح الباكر عندما يخرج الى عمله تقول له يا زوجي أوصيك بوصية، اتق الله فينا، اتق فيّ وفي أولادك ولا تأكل حراما، فإنا نصبر على جوع الدنيا ولا نصبر على عذاب الله يوم القيامة، هكذا كانت الزوجة تحافظ على زوجها وأسرتها من الحرام، فقالت السيدة عمرة لزوجها بشير، يا بشير لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لإبنى، فإن رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فأنا راضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى