مقال

نفحات إيمانية ومع كلام المصطفي العدنان ” جزء 10

نفحات إيمانية ومع كلام المصطفي العدنان ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع كلام المصطفي العدنان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فقيل من هي يا رسول الله؟ قال ما أنا عليه وأصحابي” رواه ابن ماجه، وكذلك فإن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم سبيل إلى محبة الرب العلى، وكذلك فإن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم شرط في إيمان العبد، فقال عليه الصلاة والسلام “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين” وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر يوما فقال يا رسول الله لأنت أحب إلىّ من كل شيء إلا من نفسي.

 

فقال صلى الله عليه وسلم “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك” فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلىّ من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم “الآن يا عمر” وإن مخالفة هدى النبي صلى الله عليه وسلم ضلال كبير وشر مستطير، فلو أن مريضا خالف طبيبه في وصف الدواء لا تهمه الناس بقصور في عقله، أو لو أن رجلا يسير بسيارته فيخالف علامات المرور ويتبع المهالك لاتهم بالجنون، فكيف بمن خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد نزل عليه الوحي ولم ينزل على غيره ورأى الجنة والنار ولم يرهما غيره وتكلم مع الله ولم يتكلم معه غيره منا، فقال الله تعالى فى سورة النور ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم”

 

وكذلك اتباع الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه “لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به وإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ” وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله وقال “إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك من قبلتك، ثم قال مالنا الرمل وإنما كنا راءينا به المشركين وقد أهلكهم الله ثم قال شيء صنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحب أن نتركه” متفق عليه، وسار على منواله ولدُه الموفق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فعن مجاهد قال كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر بمكان فحاد عنه فسُئل لم فعلت ذلك؟ قال “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا ففعلت” رواه أحمد.

 

وعن عبد الله بن مُغفل رضي الله عنه، أنه رأى رجلا يحذف فقال له لا تحذف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحذف أو كان يكرهه وقال ” إنه لا يصاد به صيد ولا يُنكى به عدد ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الحذف وأنت تحذف لا أكلمك كذا وكذا، وعن ابن أبى مليكة رحمه الله أن عروة بن الزبير قال لابن عباس أضللت الناس قال وما ذاك يا عُرّيه؟ قال تأمر بالعمرة في هؤلاء العشر وليست فيهن عمرة فقال أولا تَسأل أمك عن ذلك؟ فقال عروة فإن أبا بكر وعمر لم يفعلا ذلك، فقال ابن عباس هذا الذي أهلككم، والله ما أرى إلا سيعذبكم، إني أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وتجيئون بأبي بكر وعمر؟ وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه.

 

وقال “يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده” فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خذ خاتمك انتفع به، فقال لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحين نزلت آية الحجاب فتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تنتظر امرأة واحدة حتى تعود إلى بيتها لتصنع خمارا بل شققن مروطهن أى ثوب كانت تربطه المرأة على بطنها زائدا، فصنعن منها الخُمر، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت يرحم الله النساء المهاجرات الأوُل لما أنزل الله عز وجل فى سورة النور “وليضربن بخمرهن على جيوبهن” شققن مروطهن فاختمرن بها” رواه البخاري، فإنه لا سبيل إلى الهداية إلا بإتباع النبي بعناية، فهذا طريق الجنة والسعادة والولاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى