مقال

عنف المرأة ضد الرجل……

عنف المرأة ضد الرجل

كتب / اشرف الشرقاوي

تتعدد أشكال العنف في المجتمع كثيراً، وتُعتبر فئة النّساء من أكثر الفئات عُرضةً للعنف الجسدي واللفظي وغيرها، فدائماً نسمع أن هنالك جرائم ضد المرأة ترتكب بحقّها كلّ يوم، فهي العنصر الضعيف في المجتمع، لكن نادراً ما نسمع عن العنف ضد الرجال، فهي من الظواهر الغريبة التي تظهر في المجتمعات العربيّة والغربيّة، ونحن لا نستطيع أن ُنخفي ذلك على الرغم من إنكار العديد من الرجال لهذا العنف، بسبب الإحراج والكبرياء، كون الرجل هو المسيطر في الأسرة والمجتمع

وتشتمل أنواع العنف علي

أ- عنف لفظي: يشمل كل أنواع الألفاظ بما فيها أسوأ الألفاظ النابية.

ب- عنف مـادي: يشمل كل أنواع العنف الجسدي بـما فيها التي تؤدي في أحيان كثيرة إلى التسبب بإعاقة دائمة مدى الحياة لبعض أعضاء الجسد، الداخلية أو الخارجية أو الاثنين معا، كما قد تؤدي بعض أنواع العنف الجسدي إلى الموت

ج- العنف النّفسي: من خلال التّهديد والتّخويف، وقطع العلاقات التي تؤثر على نفسيّة الرجل، فالمرأة المتزوجة في كثيرٍ من الأحيان تهدد زوجها بعلاقته مع عائلته وقد تحرمه منهم، كذلك من أصدقائه المقربين، وهواياته التي يحبّها، وإجباره على العديد من الأمور التي يكرهها، كلّ ذلك يؤثر على الجانب النفسيّ للرجل، مما قد يعرضه للعديد من الأمراض النفسيّة والعقليّة، بسبب الضغط الواقع عليه من قبل الطرف الآخر، وجميع أشكال العنف هي في النهايّة تعود سلباً على الجانب النفسيّ والوجدانيّ، وتهدد شخصيّة الرجل وقوته

 

وتبعا للوضع الاجتماعي للرجـل، نتيجة التربية، التي تميزه عن المرأة في العالمين العربي والإسلامي، إضافة لطبيعته الجسدية، فإنه من النادر أن يتحدث رجل عن تعرضه للعنف من قبل امرأة، ويزداد الحديث عن هذا الأمر صعوبة إذا كانت المعنفة له زوجته..

 

وإذا عرف هـذا الأمـر عـن الرجـل فـإنه ينعت إمـا بـ “الجبان” أو بـ “العاجز جسديا ومعنويا” عن رد عنف الزوجة.

 

وتذهب قلة نادرة من هؤلاء الرجال إلى أطباء نفسيين لمساعدتهم على تجاوز، أو تحمل، ما يعانونه.

 

ويكثر هذا العنف عندما تقوى شخصية المرأة على حساب ضعف شخصية زوجها، وعدم مواجهتـه لها، وانصياعه لأوامرها، وتنفيذ رغباتها، ولو كانت هذه الأوامر والرغبات مخالفة لمبادئه وقيمه. وفي بعض الحالات، قد يرضخ الزوج لرغبات زوجته، ليس عن ضعف في شخصيته، وإنما نتيجة ظروف اجتماعية تجبره على ذلك..

 

وقـد ازدادت في السنـوات الأخـيرة أعـداد الزوجات المسيـطرات على أزواجـهن، أو المتصـادمـات معـهـم، نتيـجة ما تقوم به الهيئات النسائية في العالم من بث أفـكار، عن حق وباطل، عن ما يسمى “حقوق المرأة”.”.

 

ولعل أبرز أسباب العنف ضد الرجال في الحياة الزوجية هي التي تتمحور حول الأسباب التالية

 

فارق السن: حيث تكون الزوجة في العشرينيات أو الثلاثينيات والزوج في الستينيات أو السبعينيات، فتسيء الزوجة لزوجها وتعيره بأنه من جيل والدها وأنها من جيل أبنائه. – عدم الإنجاب: إذا كان الزوج عقيما فإن الزوجة في مثل هذه الحالة تعيب، في أحيان كثيرة، على زوجها مثل هذا الأمر عند أي خلاف .

 

الضغـوطـات المـادية: إذا كانت الزوجة ترغب في أن تعيش في مستوى معين يتناسب مع المستـوى المعيشي لصديقاتـها أو جيرانـها، أو مستواها المعيشي السابق إذا كانت تنحدر من وسط اجتماعي أرقى من الوسط، الذي ينحدر منه زوجها، فإنها في مثل هذا الوضع تبدأ في الضغط على زوجها كي يوفر لها جميع ما يتوفر لصديقاتها أو زميلاتها من إغراءات حياة الرفاهية..

 

التأثير السـلبي لتدخل أقرباء الزوجـين: ثبت في مرات عديدة أن تدخـلات بعض ذوي القربى هي السبب في خلاف الأزواج مع بعضهم البعض..

 

تعـدد الزوجات: إذا كانت هناك أكثر من زوجة لدى الزوج وميز في التعامل بينهن، فإن الزوجة المميز ضدها تقوم أحيانا بالإساءة إليه لفظيا ونفسيا.

 

 

عمل الزوجين: إذا ما كان الزوجان يعملان ولهما أطفال، فإن هذا معناه، في الغالب، أنه عند العودة إلى البيت فإن الزوج يستلقي لمشاهدة التلفاز أو النوم، فيما تبدأ الزوجة بتأدية المسؤولية الإضافية الملقاة على عاتقها، من إعداد الطعام وتنظيف البيت والملابس والمطبخ ورعاية الأبناء وما إلى ذلك. وفي مثل هذه الحالة تحس الزوجة بالاضطهاد أو الغبن، الأمر الذي ينعكس على نفسيتها ويدفع بها، أحيانا، لأن تنفجر في وجه زوجها، فتقوم بالصراخ عليه وإهانته..

 

الخيانة الزوجية

هجر الفراش الزوجي: يحدث ذلك لأسباب عديدة، منها: الزواج بالإكراه، الخصام الشديد، عجز الزوج الجنسي، إهمال الزوج لنظافة نفسه ومنها رائحة فمه الكريهة..

 

اللجـوء إلى السحرة والمشعوذين، تقوم بعض الزوجات باللجوء إلى السـحرة والمشعوذين الذين يجعلون أزواجهن كالخاتم في أصابعهن، حسب اعتقادهن.

قتل المرأة للرجل بسبب الدفاع عن النفس أو ما شابه.

 

محاولة النساء اللواتي مورس عليهن العنف في طفولتهن أن يكن عنيفات في كبرهن وفي تعاملهن مع أزواجهن كرد فعل نفسي، وخاصة إذا كان الزوج ضعيف الشخصية..

 

فقد الرجل لعمله مع استمرار عمل المرأة، بحيث تصبح هي من يصرف على البيت، أو ارتفاع دخل الزوجة مقابل تدني دخل الزوج.

 

زواج المصلحة

عدم احترام الزوجة لزوجها وتجاهل وجوده وإهماله، ويتم هذا التجاهل؛ أحيانا بالصمت وهو أشد أنواع التجاهل، لأن الصمت نوع من العنف الحاد وأشد قسوة من الضرب، كما يتم الإهمال بإهمالها لشكلها ونفسها وبيتها وأبنائها منه ولكل ما يحب ويفضل.

 

هجـر البيت: خروج الزوجة من بيت زوجها في أوقات متأخرة، وهـو أمر يزعـج الـزوج، وكذلك الصـورة المتـكررة للخروج إلى الحفـلات، أو إقـامة الحفـلات في بيتها، أو استقبال صديقاتـها بصورة متكررة..

 

وجود المرأة في بيئة منحرفة كتعاطي المخدرات والمسكرات والدعارة وما شابه

 

وعموما، فإن أغلب مشاكل الأزواج لها ارتباط بالإمكانات المادية للزوج، في مقابـل شبه غياب لحالات عنف ناتجة عن خلاف أيديولوجي أو فكري، أو تتعلق بحدوث مشاكل مرتبطة بالأخلاق، وطباع الأشخاص واختلافها، أو بسبب الإخلال بالاتفاق، الذي يجمع الزوجين سواء قبل عقد الزواج أو بعده..

 

لا ننسى غياب الدين والأخلاق والتّربية في خلق أجواء العنف التي تمارس ضد الرجل؛ فالمرأة يجب أن تحترم الرجل فهو الأب والأخ والزوج، والتّعامل فيما بينهما يكون على درجة ٍ من المحبة والتّفاهم، وعلى المؤسسات الاجتماعية أن تتطرق إلى موضوع العنف الذي يمارس ضد الرجل، وتحاول إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة، من خلال التّوعية الفعّالة لدوره في بناء المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى