مقال

نفحات إيمانية ومع الطاغوت فى الشريعة الإسلامية ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع الطاغوت فى الشريعة الإسلامية ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الطاغوت فى الشريعة الإسلامية، ويؤمن بأن المعبود الحق هو الله وحده لا شريك له، فمن لم يؤمن بهذا فليس بمسلم، فلا بد أن يؤمن بأن الله هو المستحق للعبادة، وأن عبادة الطواغيت عبادة الجن عبادة الأصنام عبادة من دعا إلى عبادة نفسه كل هذا باطل، لا بد أن يتبرأ منها، والطواغيت هى كل من عبد من دون الله وهو راضى، وهكذا الأصنام تسمى طواغيت والأشجار والأحجار المعبودة تسمى طواغيت، أما الأولياء والأنبياء والملائكة فليسوا طواغيت، وأعني الطاغوت الذي دعا إلى عبادته، فالطاغوت هو الذي دعا إلى الشرك بالله وعبادته، من الشياطين، سواء كان شياطين الإنس أو الجن هم الطواغيت.

 

وأن من أعظم المقاصد وأجلّ الغايات وأنبل الأهداف هو توحيد رب العالمين رب الأرض والسماوات، والإقرار له عز وجل بالوحدانية ، وإفراده عز وجل وحده بالذل والخضوع والانكسار، وإسلام الوجه له خضوعا وتذللا رغبا ورهبا، خوفا ورجاء، سجودا وركوعا، وإخلاص، والبراءة من الشرك كله كبيره وصغيره قليله وكثيره، فهذه هي الغاية العظمى التي خُلق الخلق لأجلها وأوجدوا لتحقيقها فقال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم ” وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ” وهي الغاية التي أرسل الله سبحانه وتعالى لأجلها رسله الكرام وأنزل كتبه العظام، وإن بالتوحيد يحيا العبد حياة حقيقية ملؤها رضا الرحمن والفوز بالكرامة والإنعام .

 

وبدون التوحيد يحيا حياة بهيمة الأنعام وإن فاقد التوحيد ميت ولو كان يمشي على الأرض ، ومحقق التوحيد هو الذي يحيا الحياة الحقيقية ، كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز ” أو من كان ميتا فأحييناه ” أي أحييناه بالإيمان والتوحيد، وإن بالتوحيد أمن الأوطان والبلدان وراحة االاجساد وسعادة الناس، وبالتوحيد سعادة الإنسان وطمأنينته وراحته، وبالتوحيد تنزاح عن القلب الأوهام وتنطرد الوساوس ورديء الافكار، ويحصل للقلب طمأنينته وراحته وهدوؤه وسكونه، وبالتوحيد تنطرد الشياطين ولا تطيق البقاء في مكان يصدع فيه بالتوحيد ، وإذا سمع الشيطان الأذان ولى وله ضراط، والأذان كله توحيد وتمجيد وتعظيم لله تعالى.

 

وإن آية الكرسي هي آية التوحيد وبيان براهينه وحججه ودلائله وبيناته ، وإذا قرأ المؤمن آية الكرسي إذا آوى إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظا ولا يقربه شيطان حتى يصبح، وبالتوحيد يسلم العبد بإذن الله من كيد الأشرار، من السحرة والكهنة والعرافين، وهذا التوحيد هو معنى لا إله إلا الله أي لا معبود حق إلا الله فكل معبود سواه عبادته باطلة كما قال سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز ” ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلى الكبير” فكيف يحق يا عباد الله لمن يقول لا إله الا الله أن يستغيث بالموتى والأولياء، والغائبين يناديهم كما ينادي ربه ويعتقد فيهم أنهم ينفعون ويضرون وفي الكون يتصرفون فنحن نقول يا الله.

 

وكيف يجوز لمن يقول لا إله إلا الله أن ينذر للقبور والأضرحة والمشاهد والسادات والأولياء، ويقدم لها الصدقات والقرابين، وكيف يعقل ممن يقول لا إله إلا الله أن يذبح الذبائح للقبور وللجن والشياطين والسحرة والمشعوذين تقربا إليهم أو خوفا منهم أو تعظيما لهم، وكيف يمكن لمن يقول لا إله إلا الله أن يطوف بالقبور ويعكف عندها ويسجد لها خاشعا متذللا، وكيف يتصور ممن يقول لا إله إلا الله أن يصرف لب العبادة وخلاصة العبادة وهو الدعاء كيف يتصور ان يصرفه لغير الله من الأنبياء والأولياء والموتى والغائبين، إن لا إله إلا الله تمنع ذلك كله عباد الله، فإن لا اله الا الله تأبى ذلك كله وترفض ذلك كله لأن معناها لا تعبد إلا الله لاتستغث إلا بالله لا تنذر ولا تذبح إلا لله لا تطف ولا تعكف ولا تسجد إلا لله، لا تدعو أحدا إلا الله، فإن التوحيد هو اول ما يولد العبد يؤذن له في أذنه بالتوحيد وحين يبلغ يؤمر بلفظ التوحيد وحين الاحتضار لا اله الا الله هذا هو التوحيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى