مقال

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 7”

نفحات إيمانية ومع معركة الخازر ومقتل الحسين “جزء 7”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع معركة الخازر ومقتل الحسين، وحاصر عبد الله بن الزبير، وضرب الكعبة بالمنجنيق، وقاتل في ثورة التوابين وقتل حبيب بن مظاهر الأسدي وعلق رأسه على رقبه حصانه، وكان له دور كبير في جمع القبائل اليمانية في الشام لنصرة مروان بن الحكم وله أثر بارز في معركة مرج راهط، وقد أختلفت المصادر في وفاته فمن الإخباريين من قال أنه قُتل من قبل إبراهيم بن الأشتر النخعي متأثرا بجراح أصابته ومنهم قال أنه قُتل خلال ثورة المختار الثقفي، وونعود إلى ميدان المعركة فكان الحصين على ميسرتة عمير بن الحباب السلمى، وشرحبيل بن ذي الكلاع على الخيل وهو يمشي في الرجال، فلما تدانى الصفان حمل الحصين بن نمير.

 

في ميمنة أهل الشام على ميسرة أهل الكوفة، وعليها علي بن مالك الجشمي، فثبت له هو بنفسه فقتل، ثم أخذ رايته قرة بن علي، فقتل أيضا في رجال من أهل الحفاظ قتلوا وانهزمت الميسرة، فأخذ راية علي بن مالك الجشمي عبد الله بن ورقاء بن جنادة السلولي ابن أخا حبشى بن جنادة، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبل أهل الميسرة حين انهزموا، فقال إلي يا شرطة الله، فأقبل إليه جلهم، فقال هذا أميركم يقاتل، سيروا بنا إليه، فأقبل حتى أتاه وإذا هو كاشف عن رأسه ينادي، يا شرطة الله، إلي أنا ابن الأشتر، إن خير فراركم كراركم، ليس مسيئا من أعتب، فثاب إليه أصحابه، وأرسل إلي صاحب الميمنة، احمل على مسيرتهم، وهو يرجو أن ينهزم لهم عمير ابن الحباب كما زعم.

 

فحمل عليهم صاحب الميمنة، وهو سفيان بن يزيد ابن المغفل، فثبت له عمير بن الحباب وقاتله قتالا شديدا، فلما رأى إبراهيم ذلك قال لأصحابه، أموا هذا السواد الأعظم، فوالله لو قد فضضناه لانجفل من ترون منهم يمنة ويسرة انجفال طير ذعرتها فطارت، وقال ورقاء ابن عازب، مشينا إليهم حتى إذا دنونا منهم أطلعنا بالرماح قليلا ثم صرنا إلى السيوف والعمد فاضطربنا بها مليا من النهار فوالله ما شبهت ما سمعت بيننا وبينهم من وقع الحديد، إلا مياجن قصارى دار الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وقال فكان ذلك كذلك، ثم إن الله هزمهم، ومنحنا أكتافهم، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وقيل أن اسم أبي معيط هو أبان بن أبي عمرو، وقد اسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.

 

وقد قيل إن ذكوان كان عبدا لأمية فاستلحقه، وكانت أمه هى أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وهى أم عثمان بن عفان، فالوليد أخو عثمان لأمه، وقد أسلم يوم الفتح الأعظم وهو فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة، وكان يكنى الوليد أبا وهب، وقد قال أبو مخنف وحدثني الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق أن إبراهيم بن الأشتر كان يقول لصاحب رايته انغمس برايتك فيهم، فيقول له إنه جعلت فداك، ليس لي متقدم، فيقول بلى، فإن أصحابك يقاتلون وإن هؤلاء لا يهربون إن شاء الله، فإذا تقدم صاحب الراية برايته شد إبراهيم بسيفه فلا يضرب به رجلا إلا صرعه، وكرد إبراهيم الرجال من بين يديه كأنهم الحملان، وإذا حمل برايته شد أصحابه شدة رجل واحد.

 

وقال أبو مخنف، حدثني المشرقي أنه كان مع عبيد الله بن زياد يومئذ حديدة لا تليق شيئا مرت به، وأنه لما هزم أصابه حمل عيينة بن أسماء بن خارجة الفزاري أختة هند بنت أسماء بن خارجة الفزارية وكانت امرأة عبيد الله بن زياد فذهب بها وأخذ يرتجز ويقول إن تصرمى حبالنا فربما، أرديت في الهيجاء الكمى المعلما، وأما عن أسماء فهو، أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وكنيته أبو حسان الكوفي، وكان من أشراف العرب وسادتهم، وقد عرف عنه الجود والسخاء وله قصص كثيرة بالكرم، وكانت إبنته هند زوجة للحجاج بن يوسف، وابنه مالك بن أسماء من ولاة الحجاج بن يوسف، وعماله، وقد عرف أسماء واشتهر لدى أصحاب المصادر وكتب التراجم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى