مقال

نفحات إيمانية ومع موقف الشرع من زكاة الزروع ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع موقف الشرع من زكاة الزروع ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، ومبانيه العظام، وقد تظاهرت بذلك الأدلة من كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث قرنها الله تعالى بالصلاة في كتابه العزيز في اثنين وثمانين موضعا، وكما أن الزكاة قد فرضت على الأمم السابقة، فمن قوله تعالى على لسان نبيه عيسى عليه السلام فى سورة مريم ” وأوصانى بالصلاة والزكاة مادمت حيا ” ومما يدل على عظم شأنها، وكمال الاتصال بينها وبين الصلاة، كما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابة الكريم فى سورة النساء وسورة البقرة وسورة النور وسورة المزمل ” وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ” وقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “بني الإسلام على خمس”

 

وذكر منها “وإيتاء الزكاة” وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه والله لأقتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، وأجمع المسلمون على فرضيتها، وأنها الركن الثالث من أركان الإسلام، ولقد فرضت الزكاة في السنة الثانية من الهجرة، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الجباة لجبايتها، ومضت بذلك سنة الخلفاء الراشدين المهديين، ثم من بعدهم، وقد سُمّيت زكاة، لأنها تزكي النفس والمال، وهي تزيد المال نموا من حيث لا يشعر الناس، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “ما نقص مال من صدقة” وإن الزكاة تجب في الأموال التي تحتمل المواساة، ويكثر فيها النمو والربح، فهي تجب في أربع أصناف، النقدين من الذهب والفضة، وبهيمة الأنعام، والحبوب والثمار.

 

وعروض التجارة، وإن على كل مسلم حر ملك نصابا، ومضى عليه حَول، أى مضى عليه عام، فقد وجبت عليه الزكاة، إلا الخارج من الأرض فتجب زكاته فور حصوله لقول الله سبحانه وتعالى فى كتابة الكريم فى سورة الأنعام ” وآتوا حقه يوم حصاده ” ويجب علينا جيدا أن نعلم أنها ركن من أركان الإسلام فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” بُني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان” وتظهر أحاديث أركان الإسلام بأنها دليل أو علامة الإيمان، وما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، رسله أن ينقلوه إلى القبائل، ولا تذكر معظم الأحاديث الحج، ويردّ ذلك إلى أنها وردت قبل أن يصبح الحج فريضة.

 

ويذكر حديث وفد عبد قيس وهو حديث مصحح ومشهور، أنه صلى الله عليه وسلم قال “أن تعطوا من المغنم الخمس” ولا يذكر الحج، وفي حديث عن انس بن مالك أنه كان ضمام بن ثعلبة يسأل، فذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والزكاة ولم يذكر الحج، وإذا توقفنا مع أركان الإسلام فنجد أن الشهادتان هما الإعلان عن الإيمان من دون شك، وتصريح بأن ليس هناك إله في الوجود إلا الله سبحانه وتعالى، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول مرسل للناس من الله عز وجل، وإن نص الشهادة هي قول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وإن هذا النص يُقال يوميا في الصلاة وهو أيضا المفتاح الرئيسي لدخول أى شخص غير مسلم في الإسلام، وإن الشهادتان هي أول الأركان وأهمها،

 

فهي المفتاح الذي يدخل به الإنسان إلى دائرة الإسلام، فأما الطرف الأول منها وهو قول لا إله إلا الله فمعناه أن ينطق الإنسان بلسانه ويقر في نفس الوقت بقلبه ويقر بجوارحه ويعمل بما تقتضيه هذة الكلمة، فلابد من تلازم القول والعمل والقلب فكم من قائل لها لايعرف معناها ولايعمل به فبالتالي لايكون مسلما، بأنه لايوجد إله إلا الله وعليه يتوكل المسلم، وتقتضي الشهادة أيضا أن يؤمن الإنسان أن لا خالق لهذا الكون إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق غيره، وأما شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتعني أن تؤمن بأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هو مبعوث من الله رحمة للعالمين، وبشيرا ونذيرا إلى الخلق كافة، وتؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الشرائع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى