مقال

مجـــرة البعــــوض…….

مجـــرة البعــــوض

ـــــــــــــــــــــــــــــــ بقلمى /خالــــدصالــــح

إنها –حقاً– حلقة مظلمة تلك التى يُقذف فيها العقل ليقال له قدم نفسك وتعرف على قدراتك، وكل ما يحيط به ظلام.

 

تتزاحم الفكر و تتلاحم، مابين مكر و مفر أو مقبل و مدبر صدام، يسود ضجيج وصخب ليُشدَّ بهما الظلام ظلاما؛ فتنتهى جولة تلو جولة…. لا منتصر لا مطمئن.

 

الحلقة مازالت مغلقة لكن الفِكَر فى زيادة مفرطة، والصراع صار عادة أو عبادة فارغة.

 

دعنى اقترب منك؛ خروجا بك من نفق فلسفة الكلمات إلى حلقة أخرى تسمى مجرة الكادحين عبثا، و صراعهم الأبدى الأليم.

 

عندما خلق الله الكون قدمه للإنسان مسخرا و مكتملا كما تقدم الهدايا الخادمة للرغبات و الميول؛ ولم يلق الخالق على عنق أحد طوق الوصاية فيه على الإنسان رغم تفاوت القوى والقدرات بين الخلق- ملائك، رسل، باقون- جميعا؛ بل جعل التفاضل بينهم ما بين الحجة والبيان والتأهيل بهدف حماية البشر من الزلل المرغوب عنه، وتجنب الخلل فى كونه.

 

بل بُثَّــت بذور السعى والرزق فى صدور كل المخلوقات، كل حسب وعاءه وطاقته مع ضمانية الحياة للجميع.

 

لكن الإنسان تخلى عن تلك السنة الكونية الربانية؛ فتخلى الكون المسخر له عنه، وتعرى منه، وصار غريبا حتى عن جسده الملقى فيه.

 

انقسمت المجرة الجسدية الى عنصرين متنافرين لا يلتقيان إلا فى مصيدة الفناء مكرهين على هلاكهما.

 

إنها مجرة غريبة معقدة، تحاكى مجرة البعوض الذى يتشرب الفروسية بضعف بنيانه وهش أركانه، يعلم أو لا يعلم ذلك، لكنك تراه دوما مسلا سيفه على كل شريان حى جارٍ… .

 

خـــــــــــــــــالد صــــــــــــــــــــــالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى