مقال

نفحات إيمانية ومع أنوش بن شيث بن آدم “جزء 3”

نفحات إيمانية ومع أنوش بن شيث بن آدم “جزء 3”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع أنوش بن شيث بن آدم، فالجميع معلمون، والكل يكمل بعضهم بعضا في تلبية حاجة العقل البشري بمراحله، حتى انتهى الأمر ببعثة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جمع الكمالات الإنسانية، والمنهج الكامل المحفوظ، والذي ينبغي أن تدركه أن الرسل والأنبياء المذكورين في كتاب الله تعالى، خمسة وعشرون نبيا ورسولا، علما بأن الله تعالى، ابتعث مائة وأربعة وعشرين ألفا، فلماذا أخفيت أسماؤهم؟ قال العلماء حتى تتربى الأمة على الإخلاص، فليست العبرة بذكر الأسماء، وإنما بقبول العمل، وقد وقفنا عندما لما ولد شيث وكبر فقد اعتزل ادم الى عبادة ربه وقراءة الصحف، وصار شيث بدلا عنه يتولي امر اخوته.

 

ويقضي بينهم بالحق، فبينما، ادم في خلوته يعبد الله تعالى اذ اوحى الله اليه : يا ادم اوص ولدك شيثا بما اوصيتك به فاني مذيقك الموت الذي كتبته عليك وعلى اولادك الى يوم القيامة، فقام ادم عليه السلام فأحضر إبنه شيث واوصاه باوامر، وبأمور كثيرة حتى اعلمه بوقوع الطوفان وهلاك العالم وعلمه اوقات العبادة من الليل والنهار وقيل أنه اخرج له سمطا من حرير ابيض كان فيه صور، الانبياء و من يملك الدنيا الى يوم القيامة، وكان هذا السمط انزل على ادم عليه السلام من الجنة فعرضه على إبنه شيث وامره ان يطويه ويحفظه وأن يضعه في تابوت ويقفل عليه، وقد قيل أنه قام ادم عليه السلام، فعمد الى شعرات من لحيته ووضعهن في التابوت.

 

وقال يا بني خذ هذه الشعرات فاذا اهمك امر فاحملها معك فانك تظفر باعدائك ما دامت هذه الشعرات، معك واذا رايتها قد ابيضت فاعلم ان اجلك قد اقترب وسوف تموت في تلك السنة، وقام ادم عليه السلام فنزع خاتمه واعطاه لولده شيث وقد سلمه التابوت والصحف التي انزلت عليه وقد قيل أن آدم عليه السلام قال لولده شيث : يا بني حارب اخاك قابيل فان الله ينصرك عليه، وقال وهب بن منبه، لما توفي ادم عليه السلام، كان شيث ابن ربعمائة سنة وكان قد اعطاه التابوت والسمط وسيفه وفرسه الميمون، الذي قيل أنه نزل اليه من الجنة وكان اذا صهل أجابته دواب الأرض بالتسبيح، وقد قيل أنه اوصاه ادم بقتال اخيه قابيل، فخرج شيث لقتاله فحاربه.

 

وكانت هي اول حرب جرت في الارض بين بني ادم، فأنتصر شيث و اسر قابيل فقال وهو اسير احفظ يا شيث ما بيننا من الرحم فقال شيث له معاتبا، لاي شئ لم تحفظه وقتلت اخاك هابيل؟ ثم اخذه شيث وغل يده في عنقه واوقفه في الحر حتى مات، ثم رجع شيث الى الهند واقام يقضي بين الناس بالحق كما اوصاه ابوه، وقد قيل ان حواء زوجة ادم عليهما السلام، توفيت في زمن ابنها شيث، ثم انزل الله على شيث خمسين صحيفة وهو اول من نطق بالحكمة واول من اخرج المعاملة بالذهب والفضة واول من اظهر البيع والشراء واتخذ الموازين والكيل، وهو اول من استخرج المعادن من الارض ، وقيل ان شيث ولد ولدا ذكرا سماه أنوش وكان شيث في جبهته نور النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

الذي انتقل اليه من ادم فلما ولد انوش انتقل النور الى جبهته فعلم شيث ان اجله قد اقترب فنظر الى الشعرات فوجدها ابيضت فمات شيث في تلك السنة وقيل أنه كان له من العمر تسعمائة سنة وقيل في التوراة أن عمره كان تسعمائه واثنى عشرسنة، فلما مات شيث، استخلف بعده ابنه انوش وتسلم التابوت والسمط والصحف والخاتم فسار احسن سيرة وقضى بالحق، وقد ولد أنوش في زمن جده آدم عليه السلام، فلمّا احتضر شيث أوصى إلى ابنه أنوش وأخبره بالنور الذي انتقل إليه منه، أي نور خاتم الرسل الكرام الذي يولد من نسله، وأمره أن ينبّه ولده على هذا الشرف، كابرا عن كابر وسلفا بعد سلف، فقام ولده أنوش بعده بالامر أحسن قيام، ودبر الرعايا وعمل بالشرائع على ما كان عليه أبوه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى