مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول فى غزوة بدر الأولي ” جزء 1″ 

نفحات إيمانية ومع الرسول فى غزوة بدر الأولي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

مع الجهاد فى سبيل الله وعن غزوات النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإن الله عز وجل جعل من أسباب الإذن بالقتال عند المسلمين مع كل ما وجَّهه الطاعنون من سهام حماية حرية العبادة في الأرض للمسلمين وغيرهم، نجد ذلك في قوله سبحانه وتعالى فى سورة الحج “اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا ان يقولوا ربنا الله، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز” فالإذن بالقتال شُرع لدفع الباطل، ولولا هذا الدفع لهُدمت دور العبادة، بما فيها الصوامع والبيع التي يتعبد فيها غير المسلمين يقينا.

 

ولقد كانت منطقة بدر الواقعة مسرحا لعدة غزوات أولها غزوة بدر الأولى، وقد يعتقد البعض أن بدر لم يقع فيها إلا غزوة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان من العام الثاني للهجرة، وهذا الاعتقاد غير صحيح، وذلك لأن أهل السير والآثار قد أوردوا ثلاث غزوات وقعن في تلك المنطقة، وهن غزوة بدر الأولى، وغزوة بدر الكبرى، وغزوة بدر الآخرة أو الصغرى، وقد وقعت غزوة بدر الأولى، في ربيع الأول من العام الثاني للهجرة، وقد وقعت في منطقة وادي سفوان الواقعة بالقرب من بدر، لذلك سميت الغزوة بغزوة سفوان، واشتهرت باسم بدر الأولى، ولقد كان بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، أذن الله تعالى للمسلمين بالقتال.

 

من أجل الدفاع عن الدين والدولة، وإلا فلو لم يقاتل المسلمون من أجل حماية عقيدتهم ودولتهم لانتهت الدعوة الإسلامية في سنواتها الأولى، وهذا تنفيذا للأمر الإلهي بالقتال والجهاد فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، قد قام ببعض الغزوات التي هدفت إلى الدفاع عن المدينة المنورة واسترداد حقوق المسلمين المنهوبة من قبل قريش، التي مثلت أكبر أعداء المسلمين في تلك الفترة، قد وقعت عدة غزوات قبل غزوة بدر الأولى، كغزوة الأبواء وغزوة بواط وغزوة ذي العشيرة وجميعها في العام الثاني من الهجرة النبوية، وقد وقعت في هذا العام أيضا غزوة بدر الأولى أو سفوان، وكان بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة ذي العشيرة لم يمكث إلا أياما قليلة لم تتجاوز العشرة أيام.

 

وبعدها أغار كرز بن جابر الفهري، وكان ذلك قبل أن يسلم على بعض مراعي المدينة، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم استخلف زيد بن حارثة رضي الله عنه على المدينة، وخرج صلى الله عليه وسلم، في طلب كرز بن جابر الفهري، لكنه لم يدركه حيث استطاع كرز العودة إلى مكة، وعاد النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، وقد كان ذلك قبل إسلام كرز، حيث أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من المشاهد واستشهد في فتح مكة، فرضي الله عنه وأرضاه، ولقد مثلت غزوة بدر الأولى صورة من صور رد المسلمين اعتداء قريش، ذلك أن كثيرا من الغزوات والسرايا التي وقعت من بداية الهجرة إلى المدينة إلى عام الفتح.

 

كانت بمثابة رد لعدوان قريش ومحاولتها استئصال شأفة المسلمين والقضاء عليهم، وقد قال ابن إسحاق أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في طلبه، حتى بلغ واديا يقال له سفوان ففاته كرز، وكانت هذه غزوة بدر الأولى، ثم أسلم كرز وحسن إسلامه، وولاه رسول الله الجيش الذين بعثهم في أثر العرنيين الذين قتلوا راعيه في سرية كرز بن جابر الفهري، وقد استشهد كرز يوم فتح مكة وذلك سنة ثمان من الهجرة، وغزوة بدر الأولى هي إحدى أعظم غزوات المسلمين، وتسمى هذه الغزوة بغزوة سفوان، وكانت هذه الغزوة حين عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المسلمين من غزوة العشيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى