محافظات

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بني قريظة “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بني قريظة “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الرسول في غزوة بني قريظة، فما كان إلا أن أعلم جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بما بيّت اليهود من الغدر به، فخرج من ديارهم، وأرسل إليهم يدعوهم للخروج من المدينة، وألا يُساكنوه فيها وقد هموا بما هموا به من الغدر، وأجّلهم ثلاثة أيام، من وجده بعد ذلك منهم ضرب عنقه، فهموا بالرحيل، ولكن إخوانهم من شياطين الإنس والجن أشاروا عليهم بألا يخرجوا، ووعدوهم ومنّوهم بالنصر، ولكن إرادة الله تعالى غالبة، وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إليهم، وذلك عندما جاءه منهم البلاغ أنهم لن يخرجوا، وليفعل ما بدا له، فلما رأى اليهود أن المسلمين مصرّين على إخراجهم، نزلوا عند حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وما ذاك إلا ليقينهم بعدله، فاصطلحوا أن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح، فخرجوا مهزومين، واتجهوا إلى خيبر، وبعضهم ذهب إلى الشام، وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استفرد بقبائل اليهود واحدة واحدة، وإلا لما تمكن من إخراجهم من المدينة، متناسين معيّة الله ونصره للمؤمنين على قلة عددهم، وعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شمل الصاحب والعدو، وكان دليله كلام الله تعالى فى سورة الأنعام “ولا تزر وازرة وزر أخرى” وجاهلين أيضا بما جاء في وثيقة الصلح بين المسلمين واليهود، وإن كانت قصة الأحزاب قد انتهت فقصة بني قريظة لم تنته بعد، فإن اليهود أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم، وأعداء المؤمنين وأعداء الحق وأعداء الأخلاق الحميدة وأعداء كل خيرز

 

فقد رجع الرسول صلى الله عليه وسلم، من الخندق بعد صلاة الصبح وذهب إلى بيته بعد غياب قرابة الشهر، وبعد عناء كبير ومشقة بالغة واغتسل صلى الله عليه وسلم، فإذا بجبريل علية السلام، قد جاء عند الظهر فقال له ” قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه، أي، نحن الملائكة لم نضعه بعد، وفي رواية عن السيدة عائشة رضى الله عنها وهى في الطبري تقول” فكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم، يمسح الغبار عن وجه جبريل عليه السلام، أي أن جبريل عليه السلام، كان يقاتل قتالا حقيقيا في أرض المعركة، ثم قال جبريل عليه السلام أخرج إليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، فأين؟ فأشار جبريل عليه السلام إلى بني قريظة، وفي رواية أن جبريل عليه السلام قال.

 

” فإنى سائر أمامك أزلزل بهم بهم حصونهم، وأقذف فى قلوبهم الرعب ” وهكذا سار جبريل في موكبه من الملائكة، أما النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد أمر المسلمين بالتوجه السريع إلى بني قريظة، ولم يمهلهم حتى يرتاحوا بعد هذا الشهر الصعب من الحرب والحصار، وإن الراحة هناك في الجنة أما الدنيا فدار عمل، فقال صلى الله عليه وسلم لهم ” لا يصلين أحدكم العصر إلا فى بنى قريظة “وهكذا اجتمع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والصحابة في ثلاثة آلاف مقاتل غير الملائكة في حصار بني قريظة، واستمر الحصار خمسا وعشرين ليلة، وقد بقيت قريظة بأمان مع المسلمين بعد خروج بني النضير، وعاملهم المسلمون بمقتضى العهد، إلى أن خرج رؤوس بني النضير الذين أجلوا من المدينة إلى قريش.

 

وألبوا الأحزاب ضد المسلمين، وخرج عشرة ألاف مقاتل لغزو المدينة، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع أصحابه واستشارهم، فأشار عليه سلمان بحفر الخندق، فلما رأى الأحزاب الخندق حائلا دون اقتحام المدينة، قرروا فرض الحصار عليها، وكانت خطةَ النبي صلى الله عليه وسلم الحربيةَ هي حفر الخندق ووضع حراسات عليه، ثم أرسل النساء والأطفال إلى حصن المدينة، وأفرغها من المقاتلين، وقد طال الحصار دون أمل للأحزاب، وقد قُتل أحد أعظم محاربيهم وهو عمرو بن عبد ود، في مبارزة مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفى لحظتها قرر قادة الأحزاب أن يأتوا المسلمين من مأمنهم، فذهب حُيي بن أخطب وبعض من قادة اليهود إلى حصن بني قريظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى