مقال

السيدة عائشة بنت أبى بكر ” جزء 2″

السيدة عائشة بنت أبى بكر ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع السيدة عائشة بنت أبى بكر، وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد استقلت بالفتوى وحازت على هذا المنصب الجليل المبارك منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبحت مرجع السائلين ومأوى المسترشدين، وبقيت على هذا المنصب في زمن الخلفاء كلهم إلى أن وافاها الأجل، وقيل إنها توفيت سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، أمرت أن تدفن ليلا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، ونزل في قبرها خمسة عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام، وهم أولاد أختها أسماء بنت أبى بكر، والقاسم وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وهو أخوها من أبيها وكانت أمه هى السيده أسماء بنت عميس، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وهو ابن اخيها رضي الله عنهم أجمعين.

 

وإن حب السيدة عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم، أصبح مثالا للمودة والرحمة والتراحم بين الزوجين، وحتى إنه عندما زادت المشكلات وأسباب الطلاق في عصرنا الحالي، استرجع الكثير من الأشخاص معاملة النبي صلى الله عليه وسلم، لأزواجه، ليكون قدوة لهم في حياتهم، ولقد جمع السيدة عائشة مع النبي العديد من مواقف المودة والحب والرحم نعرض بعضا منها، وهو أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يسهر على راحتها وسعادتها، فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها “والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب، والرسول يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف” رواه أحمد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة.

 

” إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبي، أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت عني غضبي قلت لا ورب إبراهيم ” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضى الله عنها ” كنت لك كأبي زرع لأم زرع” أي أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة، فقالت عائشة بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع ” رواه البخاري، وإن للسيده عائشة رضى الله عنها خصائص عدة خصها الله عز وجل بها ، فكانت هى نفسها تعدها، فهى التى قالت عن مزاياها ” فضلت على نساء النبى صلى الله عليه وسلم، بعشر، فهو لم ينكح بكرا قط غيرى، ولا امرأة أبواها مهاجران غيرى، وأنزل الله براءتى من السماء، وجاء جبريل بصورتى من السماء فى حريرة ، عندما حلم بها الرسول قبل زواجه منها.

 

وكنت أغتسل أنا وهو فى إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بواحدة من نسائه غيرى، وكان يصلى وأنا معترضة بين يديه دون غيرى، وكان ينزل عليه الوحى وهو معى ولم ينزل وهو مع غيري، وقبض وهو بين سحرى ونحرى، وفى الليلة التى كان الدور علىّ فيها ودفن فى بيتى ” ولكن لا يجب أن نغفل هنا ولو عرضا مكانة السيدة خديجة رضى الله عنها إذ عندما غارت ذات مرة عائشة من ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم، المستمر على خديجة قالت له ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق وقد أبدلك الله خيرا منها، فقال عليه الصلاة والسلام ” ما أبدلنى الله عز وجل خيرا منها، آمنت بى حين كذبنى الناس، وواستنى بمالها حين حرمنى الناس، ورزقت منها الولد وحُرمته من غيرها” ولا يختلف اثنان على حب رسول الله لعائشة وتقديره الشديد وامتنانه لخديجة رضى الله عنهما.

 

وكانت أم المؤمنين عائشه رضى الله عنها تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، قبل الهجرة ببضعة أشهر، وكانت لها مكانة كبيرة بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أحبت السيدة عائشة رضى الله عنها الرسول صلى الله عليه وسلم حبا جما، فهى الوحيدة التي تزوجها بكرا، وأصبح لها مكانة خاصة في قلبه، وكان دائما يقول صلى الله عليه وسلم “اللهم هذا قسمك فيما أملك فلا تحاسبني فيما لا أملك” وكان النبى صلى الله عليه وسلم يلاطفها، فكان يقول لعائشة أيضا ” يا حميراء، والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء” وسألت السيدة عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت “كان بشرا من البشر، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه” رواه أحمد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضبت السيدة عائشة وضع يده على كتفها وقال “اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها، وأعذها من الفتن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى