مقال

أمامة بنت أبي العاص بن الربيع “جزء 3”

أمامة بنت أبي العاص بن الربيع “جزء 3”

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، فقد روت السيده عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع، فقال لأدفعنها إلي أحب أهلي إلي، فقال النساء ذهبت بها ابنة قحافة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها” وقد كان أبوها قبيل وفاته عام الثانى عشر من الهجره، قد أوصى أن يتزوجها الزبير بن العوام، إلا أن الزبير قد زوّجها من علي بن أبي طالب بعد وفاة زوجته فاطمة الزهراء بنت النبى صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت السيده أمامه للإمام علي بن أبى طالب، ابنه محمد الأوسط، وأما عن الزبير بن العوام القرشي الأسدي فهو ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وابن أخو زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، السيده خديجة بنت خويلد، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

 

ومن السابقين إلى الإسلام، وكان يلقب بحواري رسول الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال عنه ” إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير” وهو أول من سل سيفه في الإسلام، وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وهو أبو عبد الله بن الزبير الذي بُويع بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلا، وهو زوج السيده أسماء بنت أبي بكر الصديق، المُلقبة بذات النطاقين، وقد أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، وقيل ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ابن ثماني سنوات، وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر الصديق، فقيل أنه كان رابع أو خامس من أسلم، هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى ولم يُطل الإقامة بها، وتزوج السيدة أسماء بنت أبي بكر، وهاجرا إلى يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، فولدت له عبد الله بن الزبير.

 

فكان أول مولود للمسلمين في المدينة، وقد شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، فكان قائد الميمنة في غزوة بدر، وكان حامل إحدى رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص في فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال هم الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض” وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبا بالقصاص من قتلة عثمان فقتله عمرو بن جرموز في موقعة الجمل، فكان قتله في شهر رجب سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستون سنة رضي الله عنه، ونتابع الجزء الثانى مع أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العُزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وهي أول أسباط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أشرف الناس نسبا، فهي من بيت خير البشر وسيدهم، وكانت جدتها لأمها هى السيدة خديجة بنت خويلد، وأمها هي أولى حبّات العقد الفريد في بيت الطاهر المبارك، فرضي الله عنها وأرضاها، وقد كان أبوها أبو العاص بن الربيع صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد رجال مكة المعدودين بمحاسن المكارم، وكان يُقال له الأمين، إذ عُرف باستقامته في تجارته لقريش، وأداء الحقوق لأصحابها، وقد كان أبو العاص مواخيا مصافيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يُكثر من زيارته في منزله، وقد أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه الكرام وقال صلى الله عليه وسلم ” حدثني فصدقني، ووعدني فأوفي لي” وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت.

 

أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فأخذه وإنه لمعرض عنه، فأرسل به إلى ابنة ابنته زينب فقال ” تحلي بهذا يا بنية” فتحلت به كما تحلت بعطف جدها ورعايته صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه قد أوصت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهي خالة أمامة، زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يتزوج أمامة بعد وفاتها، فتزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد فاطمة، وقد زوّجها منه الزبير بن العوام، وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير، فلما قتل الإمام عليّ فآمت منه أمامة، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع رضي الله عنهم زوجته بعده، لأنه خاف أن يتزوجها معاوية رضي الله عنه.

 

فتزوجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يُكنى، وهلكت عند المغيرة، وقد قيل إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة، وكذلك قال الزبير إنها لم تلد للمغيرة بن نوفل، وتوفيت أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنها وهي عند المغيرة بن نوفل بن الحارث رضي الله عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى