مقال

عبقرية القائد العربي المسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه.

عبقرية القائد العربي المسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه.

بقلم د/ محمد بركات

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

 

يتوقف التاريخ العالمي طويلاً أمام شخصية قلما لها نظير في المشرق أو المغرب العربي.

 

شخصية متفردة في الناحية العقلية والفكرية والعسكرية بلا منازع.

 

فعندما نتحدث عن صاحب أفضل خطة إنسحاب في التاريخ نتحدث عن القائد والبطل والمسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه وعن أصحاب النبي ﷺ.

 

خالد بن الوليد لايزال هو أشهر القادة العسكريين على مستوى العالم فيما يخص الخطط العسكرية بشكل عام وخطط الإنسحاب المتقنة بشكل خاص.

 

حيث قاد أول حرب خارجية يخوضها المسلمون وهي غزوة “مؤتة”،بعد استشهاد قادة الجيش الثلاثة بالتوالي،”زيد بن حارثة”،و”جعفر بن أبي طالب”،و”عبدالله بن رواحة” رضي الله عنهم .

 

“غزوة “مؤتة” التي صمد فيها ثلاثة آلاف مقاتل مسلم من الصحابة رضوان الله عليهم أمام مائتي ألف من الروم بتدريعهم الكامل ومعداتهم الثقيلة ، ستة أيام كاملة في حرب غير متكافئة بالمرة بالحسابات العسكرية القديمة والحديثة على حد سواء .

 

، وفي اليوم السابع قام قائد الجيش “خالد بن الوليد” رضي الله عنهبانسحاب تكتيكي ناجح وبأقل الخسائر.

 

وهنا نأتي لدور المكيدة الفريدة:

 

حيث أظهر “بن الوليد” سيف الله المسلول كما أطلق عليه نبينا “محمد” صل الله عليه وسلم، مهارة نادرة في إنقاذ جيش المسلمين، من خلال مَكيدة حربية.

 

، فقد أدار المعركة نهاراً بشكل طبيعي، وفي الليل أمر مجموعة من المسلمين بأن يخرجوا إلى خلف الجبال ليعودوا فجراً مثيرين للغبار رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل، فيظن الروم بأن مددا قد أتى للمسلمين.

 

، وقام بحيلة عسكرية فريدة من نوعها،مازالت تدرس فى الاكاديميات العسكرية العالمية حتى وقتنا الحاضر.

 

، إذ غير الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة والمقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، لتختلف الوجوه على الروم، ويعتقدوا على غير الحقيقة أن مددا عسكرياً قد أتى لجيش المسلمين.

 

ثم فاجأهم “خالد” رضي الله عنه بالهجوم على قلب جيشهم وكاد يصل إلى قائدهم، وهنا رأى الروم أن جيش المسلمين ينتصر بالمدد الذي وصل إليهم، ثم فوجئوا “بخالد بن الوليد” ينسحب، فظنوا أنها خدعة منه،

 

، فلم يتبعوا جيش المسلمين والتزموا مواقعهم، فيما انسحب “خالد” انسحابا تكتيكيا منظما وعاد بجيشه سالما غانما إلى المدينة المنورة مخلفا 13 شهيدا فقط فى جيشه وأكثر من ثلاثة الاف قتيل فى جيش الروم.

 

(البداية والنهاية : للحافظ بن كثير)

 

رضي الله عن سيدنا خالد بن الوليد وعن أصحاب النبي ﷺ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى